* خُضْر الْمَواسِمِ*
خُضْرُالْمَواسِمِ تَبْكيناوَنَبْكيْها
فَالْعَذْبُ مِنْ نَبْعِها وَالْشَهْدُ يَعْنيها
شَدو الْبَلابلِ مَقْرونٌ بِمَوْسِمها
وَالْرَوْضُ مُزْهِرَةٌ مِنْ فَيْضِ جاريها
كَم أسْعَدَتْنا مروجٌ مِنْ مَرابِعها
هَمْسُ الْنَواعِمِ يُشْجيناوَيُشْجيها
بَيْنَ الْخَمائِلِ يا لِلْسَعْدِ ما بَرِحَتْ
ذات الْمَناهِلِ عَذْب الْماءِ تَسْقيها
فَالْقَلْبُ مُذْأقْحَلَتْ شاخَتْ بَراعِمَهُ
بُؤْساً وَقَدْ أوْهَنَ الْإخْفاقُ ساقيها
***
كَمْ كانَ يَحْكي جَمالُ الْأَمْسِ
رَوْنَقها
وَالْيَوْم مُذْ أدْبَرَتْ ما عادَ يَحْكيها
بِالْأمْسِ كَمْ ألْهَبَ الْوجْدان مَبْسمها
وَالْيَوم يا لِلْأسى قَدْ صارَ مُبْكيها
سُبْحان مَنْ أغْدَقَ الْعُشاقَ ضَحْكَتُها
رَدْحَاً مِنْ الْعُمْرِ بَلْ سُبْحان مُغنيها
هَلْ أحْسَنَ الْمَرْءُ صُنْعَاً عِنْدَ بَسْمَتِها
يا مَنْ بِثَوْبِ الْأسى لِلْخَلْقِ تَرْويها
أمْ وَاكَبَ الْعُمر نَشْواناً يًغازلها
حِينَاً وَيَعْبَثُ أحْيانَاً بِواديها
***
فَالْعًمْرُ يَمْضي وَدارُ الْمَرْءِ زائِلَةٌ
يَوْمَاً وَقَدْ أدْرَك َالْطوفانً راعيها
راقَ الْشَبابُ لِمَنْ بالأمْسِ عانَقَها
عِشْقَاًوَكَمْ أسْعَدَ الْوَلْهان ماضيها
نَبْكي عَليْها وَبِالْأعْماقِ مُوقَدَة
نارُ الْصَبابَةِ أطْوارٌ فَنرْثِيها
حُزْنَاً وَقَدْ أُوْقَدَ الْإِدْمانً جَذْوَتها
فأسْتَوقَدَ الْوَجْدُ مِنْ أحْداقِ
مُذْكيها
قَدْ غادَرَتْ بِخَريفِ الْعُمْرِ أزْمِنَة ماعادَيُرْجِعُ ذِكْرى الْأَمْسِ ناعيها
***
غابَ الْشبابُ وَفَصْلُ اْلشَيبِ أدْرَكَها
من للخلائق يَوم الْعَرْضِ يُفْديها
لو غَادَرْتْ عَنْ رَبيعِ الْعُمْرِ مُفْلِسة وَالْدَهْرُأضحى بِفَألِ الِْسوءِ يُفْتيها
فَالْذُخْرُ يا أخوة الإيمانِ أمْتِعة
لِلْروحِ لوْ غادَرَتْ يَوْمَاً لِباريها
وَالْشَيْبً نورٌ لِمَنْ كانَتْ بِضاعَتَهً
بَيْنَ الْمواسمِ عِرفاناً لِمًجْزيها
مَنْ ذا سَيَعْزِفُ عَنْ أرْباحِ باقيةٍ
يَوْمَ الْقيامَةِ وَالْرحمن شاريها
***
عبدالواحد نومان@ابو صالح
العبادي@العراق
٨ شباط ٢٠٢١