(لُقْياكِ عِيدٌ)
بقلمي: سمير موسى الغزالي
سوريا..كامل
لُقياكِ عيدٌ نابصٌ بِلغاتي
ثوبُ السَّعادةِخَيْطُهُ من ذاتي
عَزَفَ الحَنانُ على شِغافِ قُلوبِنا
ولقد نَسينا الدّمعَ والآهاتِ
نَبْعَينِ قد دَفَقا بِنَهْرٍ حالِمٍ
فَمَشى رَقيقاً حالمَ النّغماتِ
يَتَرَقْرَقُ العذبُ الفُراتُ بِجَنّةٍ
والثّغرُ بسّامٌ مع الهَمَساتِ
ماكنتُ أعرفُ كيفَ تَحكي عَينُها
حتى استجابَتْ عينُها لِلغاتي
فتبسَّمَ الثَّغْرُ الشَّهيُّ لِمقلتي
لَمّا رَآها تُمعنُ النَّظَراتِ
يَفْتَرُّ عن بَرَدٍ وينشرُ مِسْكَهُ
عسلُ الحروفِ يفيضُ من خَلَجَاتي
تتقاذفُ الأحداقُ سحرَ فُتونِها
تمضي إليّ بثابتِ الخَطَواتِ
وحبيبتي في الأزرقينِ فضاؤُها
ستنيرُ في شَطَّيهما الظُّلماتِ
عينٌ بعينٍ والقلوبُ رقيقةٌ
مَدّاً وجزراً أعذبُ الخَفَقاتِ
كقلوبِ عُشّاقِ الجمالِ رهيفةٌ
جمرٌ توقَّدَ للقديمِ وآتِ
من ذا يَصوغُ الحُبَّ في لغةِ الهوى
من ذا يَضوعُ العطرَ من آهاتي
أتقنتُ صَوْغَ الحُبِّ في لغةِ الهوى
عطري يفوحُ فَيُخْمِدُ الحَسَرَاتِ
يَحْكي كياني كُلّهُ لحبيبهِ
بالعطرِ أو باللونِ بالحركاتِ
إِنْ أُصْمَتَ الحُبُّ السَّعيدُ تَناهَبَتْ
لغةُ الوحوشِ سَعادةَ العَبَراتِ
يَامَنْ يَلومُ الحُبَّ في أكمامهِ
كَمْ ذابَ قلبكُ من جَفا الخَطَواتِ
أنسيت قهراً في فؤادك قاتلاً
يرجو حثيثا مِنحةَ النّظراتِ
كُلّي يُحِبُّ حَديقةً قد أزهرتْ
وبكلِّ ما عندي من الأدواتِ
وعيونُها تَحكي الودادَ جميعه
بالسَّعدِ أو بالحزنِ بالآهاتِ
أنتِ الشِّتا أنتِ الرَّبيعُ ودِفؤهُ
ولأَنتِ حُضْنٌ دافئُ الهَمَساتِ
وراقصيني بَهجةً وتَعَلُّماً
ما أروعَ السّكناتِ والعثراتِ !
وتَوثّبي نحوَ الفضا وتمسّكي
بِعُرى فؤادي ثابت الخطواتِ
فوقَ الغيوم إلى السّماءِ برفقتي
عُودي إليَّ وقد عُجِنْتِ بِذاتي
ما ذاقَ قلبي طِيبَ وصلٍ في الهوى
حتّى طَواها القلبُ في طَيّاتي
من قال أنَّ القَلبَ يَنْضُبُ همه
لوما نبضتِ بهِ على الجَمَراتِ
أفقدْتني قلمي وكلَّ دفاتري
وكلَّ أوراقي ودمعَ دَواتي
فَرُحْتُ أرسمُ بالدموعِ مباسِماً
تَروي حكايتها بِلا كلماتِ
فَخُذِي يدينا في يديكِ وشتّتي
بنعيم وصلك حيرتي وشتاتي