(صَهِيْلُ مَوْت)
بقلمي : سمير موسى الغزالي
سوريا
كامل
صَمَتَ الفُؤَادُ وفي الفؤادِ عويلُ
حَتَّى يُوَارَى في الفُؤَادِ قَتِيْلُ
أحييتُ أهلي في فؤادي ذاكراً
وسئمتُ عن طُهرِ الشَّهيدِ بديلُ
لاذَنْبَ إِلَّا أنَّهُمْ من أُمَْتِي
مِلْيَارُ رُوْحٍ والحِمَامُ نَزِيلُ
مِلْيَارُ رُوحٍ مَا صَدَدْتُمْ قَاتِلِي
ولَسَيْفُكُمْ في الحَقِّ صَارَ هَزِيْلُ
عتمٌ سِراجُكَ والفَتِيْلُ كِلاهُمَا
والعهدُ فينا ضامرٌ ونحيلُ
ياذُلَّنا عَبِثَ الغُزَاةُ بِأُمِّنَا
والسَّمْعُ دونَ الأمهاتِ كَلِيْلُ
أمَّا بَنِي ص.ه.ي.و.ن. نادوا أمهم
فأتى السِّلاحُ مُحَدَّثٌ وثَقِيلُُ
ماتَ الفَتَى والأمُّ تنْدُبُ حظّها
والقلبُ منها خائبٌ وذليلُ
هل يكفي أنَّ الطيرَ يبكي نَوْحَهَا ؟
وأتَيْتَ تضحكُ والِّلسانُ طويلُ
عبثاً تُنَادِي ابْنَهَاُ في صَرَّةٍ
فوق الرُّكَامِ وكُلّهُنَّ عويلُ
الجُرحُ ينضحُ من دِمَاهَا نازفٌ
والموتُ في مهدِ الحياةِ صَهيلُ
تحتَ الرُّكامِ تقولُ وامُعتَصِما
اسْمَعْ نِدَانَا مُصْحَفٌ إنْجِليلُ
الذُّلُ يَنْهَشُ إخْوَتِي ياأمَّتِي
في كلَّ يومٍ نَزْحَةٌ ورَحِيْلًُ
هل مِنْ مُجِيبٍ في رُبُوعِكِ أُمَّتِي
عَهْدَاً وفَاءً والوَفَاءُ جَمِيْلُ
ياللظَّلاَمِ وقد تربَّعَ جَاثِمَاً
والصُّبْحُ في فقد الأحبةِ لِيْلُ
لبيكِ غ.ز.ة.فالدِّمَاءُ رخيصةٌ
ولَنَبْضُ قلبي في دِمَاكِ دَلِيْلُ
وعلى دمارك ما تَرَبَّعَ ظَالِمٌ
ولكلِّ ظُلْمٍ من رُبِاكِ رَحِيْلُ
سترينَ نصرا في رُباك مؤزَّرَاً
إنَّ الدِّمَاءَ لِعِزِّنَا لَسَبِيْلُ
أُصْمُتْ مِدَادِيْ وانْحَنِي لِدِمَائِهِمْ
أولستَ في طُهرِ الدِّمَاءِ ذَليلُ
هل ترضى أنَّكَ في جَحِيمٍ دائمٍ
وأخُو العُروبَةِ في النَّعيمِ ظَلِيْلُ
إنْ أنْتَ لمْ تُشْهِرْ سُيُوفَاً في الوَغَى
ماتَ الوفاءُ وما إليهِ سبيلُُُ