.. غزة يا طفلتي الجريحة ..
أنا ..
الخجلى منْ أنينِكِ يا غزّة
لمْ أرعى لكِ ثوبَ الطُّهْرِ
ولمْ أُحْصِ على وجهِكِ كّمْ غرْزةً
كَثُرَتْ عليها سكاكينُ الطّعنِ
في جسدِ غزّةَ منغرزةً
ملامحُكِ الجميلةُ في تأبينِ النّعشِ
و يداي مشلولتانِ وقلبي حزينٌ عليكِ
لاسواكِ يهزُّ لأطفالِكِ المهدَ
قلبي ..
يصلّي لكِ
صلاةَ الغائبِ الحاضرِ
فها أنتِ ..
يامليحةَ البيانِ صولاتٌ للعِزّةِ
نزيفُكِ يمدُّ النّصرَ للأقصى
يرفعُ بيارقَكِ العمادُ
فلاتنحني.
تبكي أمُّنا مريمُ ..
على أطفالِكِ
على نسائِكِ الثّكالى
على رجالِكِ الموتى
كتبْتُ لكِ القصائدَ يا غزّةُ
ِ بحبرِ دمِ شهدائِكِ الأبرار
وحروفي تشهدُ على دمعي
ستعودينَ مُعافاةً منْ كلِّ داءٍ وجرحٍ ومصاب
ننثرُ على جسدِكِ الأبهى
زهورَ الياسمينِ
وأوراقَ الغارِ
سيولُ غضبِكِ تحفرُ الحجارةَ
ليكونَ الميلادُ على وجهِك الأنقى
لكِ التّاريخُ وبكِ يتباهى
مدينةٌ من الموتِ تنزعُ فتيلَها
فتتساقطُ الأنجمُ على الأرضِ
ِكأزهارِ الجُلَّنار
لتشفى غزّةُ العزّةُ
يا طفلةَ الإباءِ
يا سورةً بالمصحفِ والإنجيلِ
ياحضنَ الآباءِ
لكِ النّصرُ آتٍ لا محالةَ
ِرغمَ الدّماء
رغمَ أنفِ مَنْ اغْتصبوكِ
يا عطرَ الأنبياءِ
ربُّ الكونِ الباسطُ عرشَهُ
سينشلُكِ منْ هذا الوباءِ
تدقّينَ الشّرقَ بزيتونِكِ
بيدِ رجالِكِ الأشدّاءِ
حانَ نصرُكِ
منْ شيبٍ وشبابٍ ونساءٍ وأطفالٍ بالمهدِ
همْ ثورةُ الأجيالِ
سيأتيكِ المجدُ منْ أشلاءٍ نثرَتْ على الأرضِ ضياءْ
ومرّغَتِ الأعداءَ بوحلِ خيبتِهِمْ
وصوتُ الحقِّ قدْ علا صدرَ السماءْ
شاعرةٌ أنا ..
أحملُ المصابيحَ والشّموعَ بأسماءِ الشّهداءْ
تنيرُ طريقُ الشّهادةِ
باسمِ الحقِّ
وحُرقةِ مهجةِ العبادِ
تبدأُ المسيرةُ
مسيرةٌ عنوانُها شهيدٌ
يبحثُ عنِ الحرّيّةِ
حرّيّةِ وطنٍ جريحٍ
يدافعُ عنِ الحقيقةِ
هل علمْتُمُ
الآنَ يا أمّةَ العربِ
ما معنى ..
أمّةٌ عربيّةٌ واحدةٌ؟؟
وكيفَ امْتلأَتْ قصائدي
منْ حبرِ دمِ طفلتي؟
وكيفَ رثى سطري
نحيبَ الثّكالى
ودمعَ اليتامى؟
وكيفَ فاضَتْ يدايَ
منْ دعاءِ المنايا؟
وكيفَ تجرَّعَتْ غزّةُ الجريحةُ علقمَ الشّظايا؟
أسئلةٌ تحتاجُ منْكُمْ أجوبتَها .
بقلمي/ ثراء الجدي