همسة حنين
___________
ذاك السهد في ليلي
ثائرا لا يستكين...
متيمة... أنا
بين حروفك أستكين...
غارقة في بحور الهوى
مسافرة.. أنا
بين الشوق والحنين....
صفاء شريف
همسة حنين
___________
ذاك السهد في ليلي
ثائرا لا يستكين...
متيمة... أنا
بين حروفك أستكين...
غارقة في بحور الهوى
مسافرة.. أنا
بين الشوق والحنين....
صفاء شريف
ــــــــ سِحرُ العيون ــــــــــ
يــا سِحرَ بــابِلَ في يَدَيْ هَــاروتِ
يــا كُنهَ لَــوحِ العَهــدِ في التَّـابوتِ
يــا مَعبَـدًا والحَـرفُ قِسٌّ وانحَنى
في بـــاحَةِ الإلهــامِ كالمَخــــبوتِ
لَم يَـذكُرِ التّاريخُ عَن سِحـرٍ مَضى
آثـــارُهُ فــــاقَت قِــــوى مَــــاروتِ
حَتّى رَأيْنــا في العُيونِ مَــــذاهِلًا
بــانَت على المُلتَـــاعِ و المَكبــوتِ
في غَـايَةٍ مـا مِن جَسُــــورٍ رَامـها
حَتّى استَوى قُوتًـا بِـبَطنِ الحُـوتِ
عَينـــانِ إنْ صَـالا فَمــا مِن مَلجئٍ
آو عَـاصِمٍ مِن خَــزرَةِ اليـــــاقوتِ
هل يُتَّـقى مَن غَــابَ خَلقًـا كُنهُهُ!!
أو يَنبَـــري سُقْمٌ بِغَيـــــرِ نُعــوتِ!!
مُحتَــلَّةٌ كالشَّمسِ تَعلـــو سَطــوَةً
حَتَّى إذا مَـــا القَلبُ كالمَسبُـــوتِ
خَطَّت عَلى الأضـلاعِ تَوقــيعًا لها
فالتَــاعَت الأضـلاعُ بِــالمَنحــوتِ
**عقيل الماهود *العراق
( دينا ابو زينة )
=============
غيب الموت دينا
بالامس كانت بلبلا صداحا
وردة ترفل في نداها
جاءها الموت وناداها
راحت لخالقها ومولاها
وغيب الثري صباها
فلسطينية أصلها يافا
شاعرة للارض واقصاها
اخت الشهيد يابشراها
غيب الموت صباها
وردة في نداها
شاعرة وأصل وانتساب
لن ننساك
ونجدد بالذكري لقاك
ويظل مكانك شاغرا بمنتداك
وصوتك رنين ولا خلاك
لن ننساك
رحلتي جسما ولن ترحلي
خلا البيت وما خلاك
فاض الدمع وما قلاك
لن ننساك
عزاؤنا انك برحمة من سواك
برحمته يغفر لك ويكرم مثواك
ويدخلك جنته بفضله فارضاك
لن ننساك
بعبراتي استاذ دكتور / مكرم ابوالمعاطي
3/10/2023
ورد البنفسج
في مدينة صغيرة مشهورة بجمال حقولها وحسن منظرها وكثرة أزهارها ، التي كان اشهرها ورد البنفسج بل اغلبها، كان كل شيء لونة بنفسجي ، ولا يسمح بلون غيره .
كان يعيش هناك رجل مسن طيب يحبه الناس ويحترمونه كثيرًا .
خلال سيره البطئ ، وجد زهرة ذابلة على الأرض لا أحد يهتم لها ، بسبب لونها الأسود المختلف .
قرر الاعتناء بها ، وضعها في وعاء صغير ، وسقاها بالماء ، هامسا لها : لا تخافي سأهتم بك ، أنت متميزة ، سأكون مثلك .
قرر الرجل ان يلبس اللون الأسود بدلًا من البنفسجي ، حبًا بالتغيير ، بعد ان أصابه الملل ، وخرج الى شوارع المدينة ، أصبح الآخرون ينظرون اليه باستغراب ، لم يلبس هذا اللون ؟! الا يعلم إنه ممنوع ؟
وصل الخبر الى الأمير المغرور ، وقرر معاقبته كي لا يتكرر الأمر .
وعلى الفور حضر الوزير مع حرسه ، وقال بغضب للعجوز : الأمير يريدك ، هناك شكوى ضدك ، هيا معي .
تفاجأ كثيرًا بذلك ، وذهبا الى الأمير ، محاطين بالحرس .
قال الرجل العجوز : مرحبًا سيدي ، لقد طلبتني ، هل هناك مشكلة ؟
رد الأمير بتكبر : بسبب هذا اللون المزعج الذي تلبسه ، أثرت مخاوف الناس بإن يراك أولادهم ويقلدونك ، فتخرب عقولهم ، لذا تقدموا بالشكوى منك ، الويل لك ان غيرت لوننا وقوانيننا مرةً ثانيةً .
سكت العجوز ، ونكس رأسه محاولا جمع أفكاره .
في اليوم التالي ، لبس الأسود أيضًا ، انصدم صديقه ، وقال له : لماذا لبسته مرة أخرى ، ألم يمنعك الأمير ؟!
أجاب واثقًا : لقد مللت من اللون البنفسجي ، من حقي ان ألبس اي لون أريد .
أرسل الأمير جنوده ، وأحضروا الرجل العجوز أمامه.
قال بغضب : الم آمرك أن لا تلبس الأسود ، أم أنك تريد التمرد والعصيان ؟
رد بسكينة وهدوء : يا سيدي .. من حقي أن ألبس ما يعجبني ، انا لم أفعل شيئًا مخالفًا للقانون ، لم أقتل ، لم أسرق ، لم أعتد على أي شخص .
رد الأمير صارخًا : بكل جرأة ترد عليّ ..
أيها الحراس خذوه الى السجن ، ليقضي هناك كل حياته.
وهذا ما حصل ..
علم الناس بذلك ، حزنوا والدموع تسيل من عيونهم ، ذهبت السعادة والحب ، وفجأة تحولت المدينة ال
مها حيدر
ياأجمل الاقدار ياوجها سنا
يامن سكنتي في فؤدادي هاهنا
هل تدركين صغيرتي ماحالتي
لما ارى عينيك ياولي انا
اما الخدود كوردة وتفتحت
والحاجبين لمقتلي قد أدمنا
ممشوقة كغزالة في جنة
لما تمر بجانبي موتي دنا
ياضحكة لا استطيع لوصفها
شفتاك شهد في ربيع قد جنا
كل الحروف تسابقت في وصفك
ياكل عمري دونك من لي أنا
عمر طه اسماعيل
٣/١٠/٢٠٢٣
الضياع اللغوي في زمن الحداثة المزيف:
هل سعينا لحفظ درر لغوية وادب آل لنا من مورثينا ..هل كسرنا شوكة المجيد ، هل حيدنا العقول على مهازل الاقوال ونقول صبراً على مجامر الزمن المقيت وما ناب به الدهر من نوائب وجائحات القت عللها بكل مناح الحياة ، أما آل ان يستقيم الظل بما اعوج عوداً بنا بإدب لا يدنو الى معايير لغوية وكلمات كالسوس بين لحاء اللغة وجذعها ، هل بتنا نحطب بليل العشواء فحطبت اليد خرقاً بالية ، اخوتي قد بتنا امواتا ونحن نحمل بطاقة الاحياء كالطلل المنسي بين طيات العدم وتحت اذيال الخفاء فالصوت ياتي فيحرك الابدان ومرورا بالافتراض التاريخي عن حياة وحشية وبربرية وحضارة ، فبينما كاانت تدق الطبول وتنحر الفرائس بهذا المنحى للحصول على القوت فكانت نغماات الحراك من السواكن والكوامن توحي بأن للريح نغمة وللشجر بحفيفه نغمة ورهج الغبار نغمة وهدير الماء نغمة والمكاء والتصدية نغمة وما تصدح به الحمام نغمة وفال الافاعي نغمة ودبيب الحشرات نغمة وهلع الانسان نغمة وصلق المرأة نغمة ... وكثيرة هي الضروب والنغمات ، وعندما نبحث عن ذات النغمة في زماننا هذا عن استقرار وتوافق في كل الضروب انسانية كانت او مادية ما بين القرع والضرب بما تستقبله الاذن وفق الموسيقى التي يطري بها السمع او وقع كلمة او قولا مأثور بلغة الادب لكافة مناحيها فقد تكون مبهجة والاخرى محزنة والاخرى مفزعة والاخرى تنساب كرائق الماء المنساب ونحن في زمن الحداثة ويا للاسف ضاعت به الصنعة وماتت النغمة ونشز فيها السمع والعويل وابتلاءات كثار بات فيها الشجن المحبب بالغلبة وذاك بعشق لا ينم عن ادب رصين بل خدش لذات العلاقة الروحية بين العاشق والمعشوق بما لا نرغبه بل ما الفناه هو شعر الا بوجع او الم ولا مضطجع على وسادة الا بهم فباتت صناعة الشعر والتناحر بين صناع شعر بقولبة لا تطرب واخرى بكلمات مدمجة لا تفهم وقالوا هذا صنعة النخبة وصدعت الرؤوس ونفرت الالباب التي تستقطب القول الرنق لازالة شوائب عصر به حلكة الخطب فباتت وسادة المتعب كغليان القير الاسود وقر بالاذن ، وعذرا اذا قلت وانا لست باديب او شاعر او ارسو على حرف من لغتنا أجد الكثير من يحلب شطر الشاة التي جف ضرعها .. فيأتي باخطاء بالنحو لا تغتفر ، فترى الاطراء ياخذ مأخذا مما يراكم الوهم والخبث والزبد الذي ران على الصدور ويشغل من حط بهذا منازل الفخر والزهو والوهم بانه حلب الشعر بالساعد الاشد ،، وانا المحدود من قدري قد استظل بفكر الغير كناضب في المقنن وكناق فكر يستجير بكلمة عرجاء .. قمن يعين على الخروج من دوامة كهذه ، فان كان نقداً ادبيا أعد تناحراًر فراح احدنا ينحر قلم الاخر حتى قلت مع الذات لو كلمة حق واحدة تفصح عن حراك للذات وتغير لقبلت ومع مرور السنون المنتعاقبة بتنا اسارى للقيل والقال والمدح والذم لا لترسيخ ادب ممنهج وحتى باتت الالات الموسقية التي ولجت بين المحدث تبث الناشز المرغوب الذي يخدش الاذن دون استأذان ، فيا للمصيبة على الصبر على مصيبة ونحن نحيد الارث ونبتل الاصل بما نلج به، فبتنا شعراء التقليد لا مبدعين وان ذلف أحدنا لادب رصين لا يجد متلقف لكلماته ،اقول هذا وخمط المرارة قد يلقي حجاب الصمت بقابل على الكثير ممن اجد فيهم قدوة بمسالك الجدد وضالة لمبتدئ في بحر الادب ، وكما اظن أنا لست الاوحد في هذه الرؤية وقد يكون غيرى اكثر حنكة بالوصف لا الاسهاب بمن مثلي وانا بعقلية الخرف ، لذا ولا اريد ان اثقل امل النظر للموضوع برؤى تعيد لحمة كي نصل الى حل ناجع بسيط ونتعلم اصول الانكار لا ان نضادد فولة حق ، فمن قال لي استقم كما امرت فعلت ، واثرت على ذاتي ان لا تحمل سكين الهدام لنحر غيري وهذا ليس من الادب بشيء .. املي وطيد بالتبصر والاستبصار وانا اولكم من يجهز عليه لحملة التصحيح ، فان اوفيت فذاك ما ارجوه وان لم اصب امل الصفح من الله والعفو منكم والله من وراء القصد.
أبو مصطفى آل قبع
يانبضا دق فؤادي
ياسهلا رافق وادي ...
يا أملا عانق قلبي...
اهدي لك كل ودادي
يا نظرة عيني صحوا...
وغفوتها ببعادي...
يا كل رجاء رمت...
أبغيه أنا ومرادي
يا قشلة ماض يرسو
بدجلة في بغدادي...
سأحبك حبا يمحو...
وجعا صار كأضداد
يا كحل العين وحرفي
ينطق باسمك وينادي
أهواك كثيرا حتى...
صرت حياتي وجمادى
تعرفك زهور صباحي...
وبلبل فجري الشادي
لينشد أن هواك...
قد فاق حدود العادي
بقلم رنا عبد الله
آخر دموع الناي..!!
ــــــــــــــــــــــ
-#و..
لاتسألني عمن أوقف اللحن محزونا في فم الناي..
ولكن، أخبرني عمن نفث النار في جرحه المفتوح..
هي الكلمات الملأى بالأسى، حين تتسابق إلى شفة ثكلى، زم الليل بقايا الصوت على ضفافها، لتتجمد..
ليصير الموت ثروتي الوحيدة، لدهور قاتمة قد تأتي..
غير مسموح لتلك الأشواك في حلقي، أن تعود من حيث أتت فارغة الكفين..
ولا أن تقطع باقي الطريق إلى أعماقي بوداعة النسيم..
وماذا يضر؟!..
نحن أبناء الصمت..
أسفل الرماد تنام براكين كلماتنا..
قيامة مؤجلة، لا تهدم أسوار عزوفها تلك الآهات المحمومة، القادمة من حناجر الأمس المثقل بالنقصان..
فلا حديث في جعاب التوق إلا وقد صار بلا جدوى..
وتسألني، كيف مررتُ كل رصاصات المعاني قبل أن أنطق؟!..
وتركتك مصابا بآلاف الشظايا..
تعال..
لأخبرك بأن الصمت العاجز في صدري..
أقوى من كل خرافات الكلام..
أوجع من المناجاة زلفا من الليل، وطرفي النهار..
وأشد أثرا من كل رسائل الشكوى..
تلك الممهورة بالتوسل، الغارقة في تفسير ماهية الطين كيف ارتقى إلى سلالة الضياء،وعن (كيف فعلها، كيف ضحى لأجل الغارقين في وحل الخذلان، ولا تجرؤ أقدامهم على مقارفة السمو)..
مغبون أنا، لم أفرق بين لون الشمس في صبح خال من خطايا قربك..
وسنابل الضباب، التي أنضجها زحام وجهك في تفاصيل فراغي..
فلا أنا الذي ظللت طاهرا بالفراغ، ولا أنا الذي عدت قادرا على أن أكمل السير ملوثا بك..
على قيد الجنون المحض، أتيت أتلوك آخر تعويذة أدفع بها شياطين شكي..
ولم أكن أعرف أن السفر إلى اليقين فيك، أكثر وجعا من الوقوف حائرا على ضفاف الظن..
لينبت هنا كل هذا الاحتراق..
حد الرماد أحترق..
وتعيب على الناي؟!..
أنت يا سيدي، اسأل عن تلك الأيدي التي نثرت على وجهه ضفائر الأحزان..
تسأل، كيف للعطر أن يقتل؟!..
فلتسأل عن تلك الأنامل التي دست في عمقه ألم السنين دفعة واحدة..
عن تلك الزفرات التي وخزت نسيانه المصطنع، فصار يسير في دروب الأغاني مشردا، يبكي ضحكا، ويقهقه كل هذه الدموع..
حتى يخيل لمن يسمع أنه جن..
لا يعلمون أن الحنين شيطان، حررته تلك اليد التي لطالما انتظرها ذلك المسكين تسد فجاج النزف..
ليرحل..
وقد صنع رحيله حفرا عميقة..
لا يكفي العمر لملئها..
وإن مدت أيادي العالمين جميعا..
ألم يكن أولى بذلك من أتلف؟!..
هو السؤال الغارق في أعلى مدارات الخيال..
ولكن الواقع،،،،
مختلف..
انتهى..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
عرس موت في بلادي
فاق حد الموت فاق....
ان احزان ...عراقي..
قدرت دون إتفاق....
اي فرح وعلام تبتغيه ؟؟؟
ان كنت تحيا في العراق
موتنا صار علينا...
سارٍ بنا دون انسياق....
كل احلام الصبايا ...
صار كابوس أحتراق.....
قد بكت ارضٌ بموصل...
وشكى الوصل الفراق
سعيهم للفرح ذنب
حزنهم بالفرح حاق
قصةقصيرة
قرابين على أعتاب دجلة ....
أكملت دراستي الجامعية، وطيلة خمس سنوات فشلت في الحصول على عمل يلبي متطلباتي ورغبات أطفالي وزوجتي واحتياجات والديّ. فقررت بعد تفكيرٍ حادٍ الالتحاق بالجيش على الرغم من ارتعاد فرائصي خوفاً على فراق أهلي، إذ لاطاقة لي بالابتعاد عنهم ..
أمي التي عانقتني طويلاً ودعت لي من أعماق قلبها وهي تذرف الدموع توسلاً
-وتطلب من اللّـہ̣̥ عودتي
- (ربي يحفظك وترجع لنا بالسلامة).
حملت أمتعتي وغادرت مدينة الخيرات متجها إلى تكريت عند قاعدة سبايكر.
حين وصولي استقبلني آمر السرية و تم تزويدي بملابس عسكرية، وخصص لي سريراً. ركلت حقائبي المعبأة بالخيبات والخذلان ووضعتها على يمين السرير
واستلقيت آخذاً نفساً عميقاً،
ووكلت أمري على الله والحياة ربما ابتسمت لي،
وأحلامي بدأت تتراقص أمام عيني، أخذتني غفوة من شجة
مالقيته من عناء، السفر .
كل يوم كنت أستيقظ باكراً وأتجه إلى ساحة التدريب وأنتظر راتبي الآۆلْ بفارغ الصبر .
كلما تذكرت زوجتي أبتسم وأقول لنفسي: سوف يتحسن نظر عينيها بعد إجراء العملية. بقيت على هـذا المنوال حتى ذلك الصباح المشؤوم الثاني عشر من حزيران.
بدأت الريح تعوي في وحدتها العميقة .
كان يوماً طويلاً
أنظر إلى الأفق البعيد
شارد الذهن بقلب قلق . تتماوج أفواج الجموع ما بين الساحة وبما يسمى باب النظام..
لم نكن نعلم من قبض ثمن أرواحنا تحت طاولة المؤامرات. يبدو أن حقائب الخيبات مازالت ترافقني ،
تدافعت الجموع نحو باب المعسكر و أمواج الخوف تقذفنا إلى شواطئها فلم تكن هناك سيارات تنقلنا إلى بر الأمان.
وما هي إلا بضعة أمتار تفصلنا عن أفاعٍ خرجت من جحورها، ناصبة فخاخها حائكة شباكها متوارية متخفية مستعدة لنهش أجسادنا
أشبه بتماسيح خارجة لتوها من المستنقعات
ضباب.. غيوم.. حمراء ممزوجة بالسراب ..تلبسنا الخوف والريبة ورحت أشعر بخفقان قلبي وانخلال لعابي بمرارة مع حاجة عميقة للبكاء. أكل رؤوسنا الهلع وجميعنا نتشاطر بهذه الهواجس والمخاوف. شعرت بضيق في الصدر، ازدياد ضربات القلب وحاجة عميقة للبكاء،
أوثقوا أيدينا ..وجوههم مكفهرة متربة ناشفة من عرق الحياء،وصلنا للقصور الرئاسية. أجهشت الجموع بالبكاء، وهي رافعة هاماتها وقوائمها ملامحهم مشوشة تتحرك ملبدة بالحيرة والفزع. وراحوا يتفحصون بدقة وجوهنا الكالحة القادمة من مغارة الوجع والخبز المغمس بالدماء،تسمع اصطكاك أنيابهم من صرير الخوف.الصراصير يرتفع صوتها .. ذلك الصوت الكئيب الخشن
يفتحون أبواب مقابر.. أثرية صدئة. لم تفتح منذ عصور الجاهلية. قاموا بتقسمينا لثلاثة مجاميع، مجموعة النهر ومجموعة المقصلة. ومجموعة المنصة.
أنا من أفراد مجموعة النهر، استسلمت للدوامة الرهيبة لقد دنت النهاية. جميعهم يراقبوننا لقد تأهبوا لذلك جلادون متوحشون متعطشون للدماء ويلتفون حولنا كما يلتف الناس حول مائدة يأكلون منها… بشراهة. من لحومنا أحس بأسنانهم تنغرس في تخوم جسدي وهم يثرثرون بذكر •اللّـہ. بدأت الرياح تشتد من وطأتها وتضرب أذرع طاحونة الموت المنصوبة على حواف النهر. صرخ بنا الجلاد أوقفنا بطابور بدأ يطلق الرصاص، تجمد الدم بعروقي اصطكت أسناني وشلت ساقي وباتوا لٱ يستطيعون حملي… اقشعر بدني
نادى ب •اللّـہ̣̥ اكبر
آه آه اخترقت الرصاصة جمجمتي جسدي يرتعش رعشاته الأخيرة أشعر بضيق في صدري اختناق بالفم تيبس لساني مع غرغرة الموت ..
ركلني بقوة حتى سقطت جثتي في قعر النهر.
خرجت روحي ترفرف بأجنحتها المنكسرة. الشمس جنحت نحو المغيب.
الظلام احتضن أشلاء الجثت. مازالت روحي ترفرف حتى أناخت برحلها على أعتاب دار أهلي .
أمي فقدت رشدها باتت تضرب نفسها
تلطم تولول حتى سلخت جلدها من كثرة اللطم . تندب ابنها الذي قتل بسلاح الغدر والطائفية كلما اشتمت ملابسه فراحت في غيبوبة. غيمة سوداء تغطي سماء منزلنا.
زوجتي التي ضعف بصرها أسمع صراخها ..وهتافها النابض بعاصفة الحنان المفعم برائحة الذكريات الطرية
فألمحها تجري مذعورة متعثرة بخطوتها وحزنها وانكسارها شعرها مشتت تارة تصرخ وتارة. تحتضن أولادها فيخفت عويلها تستسلم مفجوعة تدفن وجهها تحت وسادة الحزن.
أبي الذي يئنُ كطائرٍ جريح في هوةٍ عميقة يكفكف دموعه بظاهر يديه احتشد. الناس في باحة أمام باب الدار وطوابير سيارات المسؤولين.. علقت يافطات نعي الشهيد البطل على سياج البيت المتهالك.،
الفصائل تستعرض بأسلحتها يطلقون الرصاص بالهواء أسمع صوت الزعيم من الشاشات سوف ننتصر تكورت روحي وانكمشت فطالما أبناء الفقراء هم الشهداء وهم الضحية وهم من يعيشون في دائرة العوز والحرمان. شغلني حال أبي كثيرا ينفخ دخان سجارته بقلق يمجها بين شفتيه شارد الذهن يمد يديه لجيبه يخرج منها عملة نقدية واحده. يتنهد يتحسر يرجعها لجيبه ينظر للناس يهز برأسه ويتمتم بكلمات تركتني وحيدا:
- ياقرة عيني حتى مصاريف عزائك لٱ أمتلكها.
روحي التي تئن تحلق في مدارها تختنق وهزة الصدى والعويل تتصاعد كل يوم، ودمي لٱ يزال ساخنا يرفض أن يجف
أنا والوطن شهيدان
على حواف النهر نُحتضر .
حيدر الفتلاوي ...
ذاك وجهك
قمر الليل المضيئ...
واضلال اشجار تراخت....
علي حبا كي
تفيئ....
ذاك وجهك....
مثل ازهار صباحي....
قبلت وجهي
البريئ....
عنفواني حين
اسمو...
واختيار فاق حدودي
فانا فيك
جري
ابحر دون سفين....
راحلا عنك ولكن
كي اجييء....
لاقول انت مني....
وانا فيك
خبيئ
( أصنامُ جِلِّقَ )بسيط بقلمي : سمير موسى الغزالي هل خضرة السّهل من كفيكَ يارجلُ أمْ زرقةُ الماءِ من عينيكَ تكتحلُ أَمْ أنّكَ البحرُ والأموا...