وَردٌ وشوك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأرضُ قد قُسِّمَت رَوضَينِ لي وله ...
الوَردُ في قَبرِهِ والشَّوكُ في كَبِدي
قد ماتَ في نَجدٍ من بعدِ حَجَّتِهِ ...
ماتَ الذي فَقدُهُ زادَ الغَضا صَهدي
ودَمعُ عَيني يَلومُ العَينَ في أسَفٍ ...
وما لعَيني من ذَنبٍ سِوى كَمَدي
العَينُ تُخفي البُكا والدَمعُ يَفضَحُها ...
وما لعَيني سِوى حَرقٌ شَوى جَسَدي
حَرقُ المَنى بأبي لا دَمعَ يُطفِئُهُ ...
وما بعَيني سِوى حَدقٌ رأى ضَهَدي
إنِّي لأسمَعُ صَوتًا راقَ في أذُني ...
لَيلًا نَهارًا كصَوتِ الطائِرِ الغَرِدِ
والصَّوتُ صَوتُ أبي لا..لا يُفارِقُني ...
دَومًا ويَبقى بأذني راسِخَ الوَتَدِ
أبي وكلُّ أبٍ نُورُ الدُّنى قَمَرٌ ...
أنارَ لَيلي ضِياءً دائِمَ الأمَدِ
أبي وإن غابَ عَنِّي في الثَّرى قَبَسٌ ...
من نورِهِ ضاءَ في صَحوي وفي سَهَدي
أبي وإن أضحى مَيتًا أراهُ عَزيـ ...
زًا بعدَ أحمَدَ عِزًّا في الورى الرَّغِدِ
بالأمسِ شَملٌ واليَومَ الأسى ثَمِلٌ ...
فلا ولا أدرِ ما يَرمي إلَيهِ غَدي
بالأمسِ عِشتُ شُموخًا في وُجودِ أبي ...
أمِّي وقد أمسى صَرحي بلا عَمَدِ
صَرحي رُباعِيَّةٌ أركانُهُ بثَلا ...
ثَةٍ بأمِّي والباقي أبي عَضُدي
عَيشي دُعاءٌ لأُمِّي والدُّعا لأَبي ...
في كلِّ حِينٍ وزادَ اللهُ في جَهَدي
فيا إلهي فُؤادي قد دَمى ألَمًا ...
بفَقدِهِ حِبِّهِ، أُلطُف وخُذ بِيَدي
فما لقَلبي دَواءٌ من لَدُنكَ سِوى ...
صَبرٌ فأفرِغ عَلَيهِ الصَّبرَ بالجَلَدِ
من صَبرِ أيُّوبَ نَزرًا شافِيًا وَجَعي ...
أمِّي..أبي فَقدي تَحتَ الثَّرى الصَّفِدِ
واجعَل مُنايَ لَحاقًا واللِّقا بهِما ...
وبَينَ..بَينَ الثَّرى قَبرَيهِما لَحَدي
أدعو إلهي المُنى في جَنَّةٍ سَكَنًا ...
لِوالِدَيَّ، أبي..أمِّي إلى الأبَدِ
تَوَكُّلي واتِّكالي دائِمًا أبَدا ...
على إلهي..على اللهِ مُعتَمَدي
في كلِّ مَدٍّ وجَزرٍ بالفُؤادِ وَلي ...
حَسبي ونِعمَ الوَكيلُ اختَرتُهُ سَنَدي
قَضاؤُهُ قَدَرٌ بالغَيبِ يَعلَمُهُ ...
وقد قَضى فيهِ بالأفراحِ بالنَّكَدِ
قَضاؤُهُ قَدَرٌ بَينَ الوَرى أَجَلٌ ...
لا يَدفَعُ المَوتَ عَنَّا عاقِدُ العُقَدِ
فَقدي أبي فَقدٌ لا فَقدَ يَعدِلُهُ ...
أنا وأهلي وكلُّ النَّاسِ في البَلَدِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر
10 ذو الحجّة 1444ه/ 29 جوان 2023