بقلمي اللعين كرولينا مبروكي
حدثني صديقي دمنة و قال :الحب و الوفاء الطيبة و النقاء حسن المعشر و الآخاء كانت بالأمس صفات إنسانية فأضحت اليوم قيما منسية تجدها في عالم الحيوان و تم إعدامها في سجون الإنسان .
أخبرتك قبل عام ان الورود اذا جاء الليل لا تنام فهي لا تأبه لوجود الظلام , وها أنا اليوم أخبرك بان الورود قد ماتت لان الشمس لم تزرها منذ عام ...
يا صديقي دمنة لماذا تكلمني هكذا إنني أشتم رائحة الألم في حديثك ما بالك مهموم لم أعهدك هكذا هلا أخبرتني ما بك؟
أجاب دمنة ببروده القديم:
دائما تتهمون الحيوان بالغدر وكل فعل بشري غادر تعطونه لقب حيواني لكن. ...هل شاهدت يوما أفعى تقتل أفعى؟ هل رأيت كلبا يعض كلبا؟ هل لمحت ذئبا غدر ببني جنسه؟
طبعا لا فالحيوانات لا تؤذي بعضها.
لك الآن النظر إلى عالمكم اللابشري إفتحي الجرائد و تفقدي صفحات الحوادث و أبحري في شبكات التواصل وهناك ستفتح الستارة على عرض متنوع:
زوج يقتل زوجته.
خطيب يذبح خطيبته
شاب يحطم قفصه الصدري
طفولة تغتصب
فتيات تسحل
شذوذ جنسي
كلاب بشرية
إعتداءات بأسلحة حادة......والقائمة تطول هنا لي الحق في سؤالك من هو الحيوان يا صديقتي؟
عاد بي كلام دمنة إلى أرض الواقع ففي بلدي يعيش القاتل و يضيع حق المقتول
في بلدي أضحى سيل الدماء عبارة عن عصير
في بلدي تموت الطفولة بين براثن المغتصبين
في بلدي ضحك على الذقون.
في بلدي يتخاصم الرعاة فيموت الرعية.
في بلدي هدايا الأعياد دماء زكية
في بلادي يموت الرضع و الأطفال
في بلادي تموت الكادحات ليلا ونهار
في بلادي ماتت حقوق الإنسان
في بلادي يلبس الفاسدون ثوب الفضيلة
في بلادي يرمون الصالحين بأبشع نعوت الرذيلة
في بلادي رائحة الموت في كل مكان
لقد فار التنور و أنا أرى سيلا من الدماء في طريقه إلينا في باطنه أصوات وعيد كأنني سمعته يقول:
لقد أصبح النفاق أساس العمران قسما لن أذر على سطح الأرض إنسان ما لم تعجلوا بالقصاص وإعطاء كل ذي حق حقه...
رحم الله كل
من أزهقت روحه ظلما في بلدي