لغتي الحبيبة
لُغَتِي الْجَمِيلَة أَشْرِقِي بِفُؤَدِاي
وَتَدَلَّلِي وَلْتَأْنَسِي بِمِدَادِي
لَكِ مَا زَرَعتِ مِنَ الْمَحَبَّةِ فِي الْحَشَا
لُغَتِي أَنَا يَا شَهْدَ كُلِّ وِدَادِي
أَعْطَاكِ رَبِّي رِفْعَةّ وَمَكَانَةً
فَسَمْوتِ عِزًا يَا سَنَا الأَمْجَادِ
نَطَقَ اللِّسَانُ فَكَانَ حَرْفُكِ سِحْرُهُ
بِالذِّكْرِ وَالآيَاتِ وَالأَوْرَادِ
وَالشَّعْرُ يَنْهَلُ مِن معِينكِ حُسْنُهُ
فَبَدِيعُكِ الفَتَّانُ كَان عِمَادِي
رَوْضٌ تَنَوَّعَ زَهْرُهُ وَعُطُورُهُ
أَشْجَارُهُ بِالثَّمَرِ زادُ رَشَادِي
لَوْلَاكِ مَاعَرَفَ البَيَانُ طَرِيقَهُ
فَلْتَسْعَدِي فِي رُتْبَةِ الأَسْيَادِ
وَلْتَقْبَلِي يَا بَهْجَةً لِقُلُوبِنَا
عُذْرًا لِتَقْصِيرٍ منَ الْأَوْلَاد
لُغَتِي الحَبِيبَةُ تَاجُ فَخْرٍ نَالَهُ
أحْفَادُنَا إِرْثًا مِنَ الأَجْدَادِ
حَرْفُ العَرُوبَةِ مَنْهٌج وَمَعَارِفٌ
نَحْوٌ وَصَرْفٌ فِيهِمَا إِرْفَادِي
أَدَبٌ و تِارِيخٌ وَنُورُ حَضَارَةٍ
فَلْتَسْأَلُوا مَنْ أُغْرِمُوا بِالضَّادِ
يَأْتِي اليَقِينُ وَنَورُهُ ملأَ الدُّنَا
وَجَوَابُهُمْ حُجَجٌ لِكُلّ مُعادٍ
قَد تَسْأَلُونَ مَحَابِرِي وَيَرَاعَتي
عَنْ كُلِّ مَا حَضَرُوهُ مِن إِسْعَادِ
أَو تَسْأَلُونَ جُمُوعَ مَنْ أمِنُوا بِهَا
تَلْقَ الجَوَابَ كَكَثْرَة الْأَعْدَادِ
يَكْفِي بِأَنَّ كِتَابَ رَبِّي زَانَهَا
فَاقْرَأْه تَذْهَبْ عِلَّةَ الأَجْسَادِ
وَالرُّوحُ تُشْفَى حِينَ نَحْفَظُ آيَهُ
إِنَّ اليَقِينَ عُصَارَةُ الآمَادِ
لُغَتِي الحَبِيبَة إِنَّ حَرْفِي عَاجِزٌ
عنْ وَصْفِكِ الأخَاذِ لِلأَفْرَادِ
فَلتَقَبَلِي عِشْقَ القَرِيضِ وَحَرْفِهِ
وَمَكَانَةً أَغْلَى مِنَ الأَكْبَادِ
نورا الواصل