بطاقة أذن مؤجلة بخريف العمر
تلك القسيمة قدها فرط من الرمـان ... رنق الصفاء بوجهها كالورد ريان
ألقٌ بها ما لا تراه برصف كالجمان ... فكيف صنـع الله حور العين إتقان
عرفتُ الهوى منها كستر مُحـصنِ ... بقلبٍ يـروم ولوج الحصن إسكان
فما للمشيب يدنو البريق وقد أزف ... حسن النـظارة يبس العود أغصان
فهل يرقى الحصا مــــكنونه درر ... ويلهى بمن أزف الرحيــــل بإيـقان
أيفنىُ بملهاةِ السقيم بـــداءٍ واصبٍ ... والعـيّ فــي خـــــيل السباق رهان
فكيف لخفاش ينازع حوما صقرها ... خفيّ الظلام بـأسر الصــبح أزمان
فجف الرضاب كصك الغيم قـــطره ... وكمـا الثماد غدير الوشـل وديـان
فقد شحت دماءٌ بالعروق ونضتـــبها ... كعجزاءٍ تــتوق لقطر الماء حـاني
فينحى الثبور لهالك ما دناه وًلــــههُ ... وترٌ يغازل عوده بالشـجو أشجان
فيسوح في تلك الفلاة يشدو نغـــمة ... ويسرج خيل العشق دونما أرسان
فتُحيز الأحشاء صــبوة من عــشق ... كحنو لـجفن بـحـفظ الرمـش أعيان
فيقدح حافرا تلك النتوء تُنيــر درباً ... جـددُ السبـيل بنبـض العشق أفنان
وينزع باليا ذاك القبـــــاء بــخرقةٍ ... فتـــألق عتـمة عين الفـضاء لافتان
فتنأى الندوب ما حـــاق من علــلٍ ... ويشيـــع سراً بذات النـفس إعـلان
كما الجذر أن حن الورود نصــلها ... والعـهن في فرش الـعروس يُــزان
فيسجم دمعة الملهوف من فــــرحٍ ... وينحرُ لكانا من ألسن ما عاد إلحان
فيغار هدباً لرعش الرمش ما صبا ... ويمحو الشفاه سواد اللـــثم أحـزان
فينشد لحناً كطفل إذ تخطى مشية ... لجدباء روح تعالى الـوهن إنســان
فيطيب في عزف الصبابة إذ دنت ... ويرقد طيب النـــــوم بالذات وسنان
فينفك قيداً بالقفول ما شد معصـم ... وما جنــــاه بسحن الـــــروح طحان
فتغفو نبال الهجر يُحقر صــولها ... مــما رآه قـــرين الإنـــــــس والجان
فلا تبتئس مما اعتراك بمن وشــى ...عمــــيّ البصائر عيــنه والصـم أذان
فهل ترتجي قطراً بغير ســـــحابةٍ ... من بقية بالــعمر تشدو رائع الألحان
أبو مصطفى آل قبع