الصمت أجدى أن خاب ظن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل لي إليك بُــــناة القلب من واق...والصمت غلبني بالنطق إرهاق
سقتني بكأس الوجد ما كنت أنوي... كأس الغرام بنزر الود من باقِ
فأسيت من كمد الهوى وبيّ اللظى ...زمن الجـفاء لمصرع العـُشاق
لبسن رداء المـوت حـد بلائُهـــــا ... وأتـــرق كأس بالمـنون دهـاق
فنأت لنا والقلب مأسـور النــــوى ... ولـمركب حـط الرحالُ فـراقي
كسحاب صيفٍ لا بقطرٍ يُرتجـــى ... مذبذبة الهوى بفــــكرٍ لا يُطاق
أفشت بســر كان صـــدري قبرهُ ... شـطط الزحاف مبعـثراً أوراقي
كجهالة من عقـــرب أزف العمى ... سوق النـخاسة كالــــعبيد تُساق
خلٌ يُبــــاع بالرخيـــــص ويُبتذل ... صرمُ الرقاب بـطوق لف أعناق
فهل من رجاءٌ لها مُذ حل زيغـها ... حملُ البلايا عندــها حشو النفاق
ولمركب الدنيا الذلـــــول بسعيها ... كمن قاد الحمير لــركبٍ بالنهاق
وهل بالدّنا وجه لها التفـــــــعت ... بغشاوة حجـبُ الحقــيقة إحـناق
تُسارق من دنف الشغوف لغمرة ... تسعى بتـخريس الغــريد خِــناق
وسهمٌ بعــين قد تخــطف صبوة ... فعاث بطــحنٍ للـــضــلوع دقـاق
سقتني بسم كالنقيعٍ إذا نـــــــقع ... بكف الغدر كأس المر من ساقي
فجُرعتُ خمطاً بالمرارة سمـــها ... والعين تحجبُ لا سمـعاً بإطراق
فيا لوعتي ممـــا حظيت بـغادرها... قد كــان ظــنُ الــذات بالأمـواق
فسجمت دمع العين فاق صـبابة ... نزفُ الرثيــث جراحهُ بدم يُراق
وبي أمل بالغيث إن حل النـــدى ... بها أثــرُ الشـفاه بقــبـلة أشـداق
فهل سُقيت بحـنظل من مُـــرها ... مقامــرة الدنا نردٌ يقلبُ بالـسباق
جزل الهيام بها ما كنـــــت أرنو ... رنق الفرات بماء الوجـد رقـراق
نسجت حريرا كدود القز مـلمساً ... لفريسة خطف الحتوف بإزهــاق
فأودعت نفــــسي أمانة كفـــــها ... فنسيت مغلوبا بنسل الال أعراق
فرحت اتبعُ ظلها كالطــفل يحبي ... لمرضعة بالثدي من جـوعٍ لحاق
فما حفلت إلا بالمصيبة وقعـــها ... والصدغ يُؤرق بالصداع شـــقاق
فمالي وما للهجر من ندبٍ جرت ... جرت لها الأقلام لا ديـن اعتـناق
فالصمت أجدى من يُعاتب دهرهُ ... كجفاء رمش الجــفن عن احـداق
أبو مصطفى آل قبع