ارتعاشات الروح
أمواجٌ هادرةٌ من ارتعاشاتِ الرُّوحِ
الظَّامئةِ إلى الينابيعِ المتعطشةِ إلى
مياهِ جداولِ اللانهايةِ
أمواجٌ هادرة متوثبةٌ تدفع بأشرعةِ زورقي
إلى البعيد المترامي
شعاعٌ ملتهبٌ متوهجٌ من شوقٍ وتوقٍ وحنينٍ
يمزقُ أنسجةَ عيوني العمياءِ
تبصرُ ما لم تكنْ تراهُ
تدركُ ما لم تكنْ تفهمهُ
تروحُ روحي تلملمُ من دروبِ حيواتِها
ومن على أرصفةِ محطاتها
دموعَ أفراحِها وابتساماتِ
أحزانِها ضحكاتِ أتراحِها ومآسيها تسكبُها
جميعها في كأس اللآزمان
من العصيرِ تقطِّرُ نبيذَ الخلودِ
ثم تقطفُ من كلِّ رياضِ اللآشعور
كلَّ أصنافِ الازهارِ
تصنعُ منها ترياقاً لكلِّ أوجاعِ النفسِ
المطروحةِ على رمالِ الكونِ المهملة المنسية
راحتْ روحي تبحثُ تنقِّبُ في جيوبِ
وثنايا جلبابِ الخالقِ الاعظم , تفتشُ عن كلِّ
أسرارِ كينونتِها لتصلَ في النتيجةِ
إلى سلافةِ النبيذِ المسكرِ
نحن من نحملُ على أكتافِنا مهمَّةَ
خلقِ كونِنا هندستِه وتغييرِ وجهِ الحياة
نحنُ من نحملُ شعلةَ الثورةِ والتمرُّدِ
على كلِّ عتيقٍ بائدٍ معفَّنٍ متفسِّخٍ
نحنُ من نحملُ مهمةَ تحطيمِ أعمدةِ وجودٍ
مزيَّفٍ مصطنعٍ خلقتْه آلهةٌ مزيفةٌ أبدَعها
أناسٌ عبيدُ الجهلِ وأسرى الحيوانيةِ
مهمتُنا أن نقيمَ كوناً جديداً على أعمدةٍ جديدةٍ
نحنُ الآلهةُ التي ستخلقُ العالمَ الجديدَ
على صخرةِ العقلِ المستنيرِ بنور الخالقِ الاعظمِ
المهتدي بصفاتِ اللهِ الحقيقي
البعيدِ عن كلِّ تصوراتِ البشرِ
المستوحاةِ من نورِ العقلِ الذي هو قبسٌ
من نورِ اللهِ الخالدِ
هكذا أسرَّ لي خالقي
الممجَّدِ همساً ومن بعيد
شاعر النرجس والألغاز
حكمت نايف خولي