[ وَنَــثَــرْتُ هَـمْـسِـي ]
البحر الكامل
شعر : مـحـمـد بن صـالح رحـيـمـي
غَلِّفْ بَنَانَكَ قَبْلَ لَمْسِ دَفَـــاتِــــــــرِي
كَمْ مِنْ دَفَاتِرَ مُـزِّقَتْ بِأَظَــــافِــــــــرِ
أَجِدُ اخْـتِلَافًا إِنْ وَلَجْتُكَ خــفْـــيَـــةً
بَيْنَ الَّذِي تُخْفِي ، وَ بَيْنَ مَظَاهِــــــرِ
سَوْدَاءُ مِنْ حَوْلِي سَرِيرَةُ سَـامِـــــعٍ
وَحَمَلْتُ مِكْنَسَتِي لِكَنْسِ سَــرَائِــــرِ
لَا غَرْوَ إِنْ عَصَفَتْ رِيَاحُ مَـــلَامَـــــةٍ
أَوْ كَرَّ أَعْـدَاءٌ لِكَبْثِ مَشَـــاعِـــــــــرِي
أَوْ قِيلَ شُحْرُورُ الْجِبَالِ مُـجَـــنَّـــحٌ
وَبُلَيْبُلُ الْبُسْتَانِ لَيْسَ بِطَــــائِــــــــرِ
وَالْجَاحِظُ الصِّنْدِيدُ لَيْسَ بِـكَاتِـــبٍ
وَالْبُحْـتُـرِيُّ الْكُفْءُ لَيْسَ بِشَــاعِـــــرِ
يَاصَاحِ هَلْ سِرْبُ الْعَنَادِلِ فِي الرُّبَى
مَا زَالَ مُفْتَخِرًا بِسِحْرِ حَـــنَـاجِـــــــرِ
وَقَطِيعُ غِــرْبَــانٍ بَدَا لَكَ قَدْ غَــــــدَا
جُوقًا يُرَحِّبُ بِالضُّــيُـوفِ وَ زَائِـــــرِ ؟
أَوْ مَا نَزَالُ نَـشُــمُّ حُضْنَ طَـبِـيــعَــةٍ
نَفَحَاتِ أَنْفَاسٍ ، وَ عِطْرَ أَزَاهِــــــــــرِ
وَرَوَائِحُ الطَّلْحِ الطَّرِيحِ كَــرِيــــهَــةٌ
تُؤْذِي نُفُوسَ الْخَلْقِ قَبْلَ مَـنَـــاخِـــرِ ؟
حَكَمَ الزَّمَانُ عَلَى الْأَنَـــامِ بِأَنْ يَــرَوْاْ
فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ حِـــمَامَ ضَـمَــــائِــــــرِ
سِيَّانِ فِي الْمَعْنَى وَ قُبْحِ عِـــبَـــــارَةٍ
لَوَحَاتُ رَسَّامٍ وَ دَرْسُ مُـحَــــاضِــرِ
وَإِذَا قَرَأْتُ عَلَى الطُّيُورِ قَـصِـيـدَكُـمْ
هَرَبَتْ إِلَى الْأَعْشَاشِ قَلْبَ مَــغَــاوِرِ
حَسِبَتْ بِأَنِّي قَدْ أُصِبْتُ بِــــوَعْــكَـــةٍ
أَوْ صِحْتُ مِنْ فَزَعٍ لِرُؤْيَةِ كَـــاسِـــــرِ
دَخِّرْ وِسَامَـكَ أَيُّــهَا الْمَــدْفُــونُ فِـي
جَسَدٍ ، فَلَسْتُ بِرِيـشَــتِي بِمُــتَـاجِـــرِ
إنْ قُلْتَ لَا ، رَدَّدْتُ لَا بصَــحِــيـــفِـةٍ
وَعَلَى مِنَصَّاتٍ ، وَ فَوْقَ مَــــنَــــابِــــرِ
هَذَا الْمُدَافِعُ عَنْ حَـقَـائِبِ جَـــــوْهَـــرٍ
أَكَمَنْ يُــدَافِـعُ عَنْ خُـــيُــوطِ غَـرائِـــرِ ؟
قُلْ لِلَّذِي يَـرْمِي حِـجَــايَ بِـغَــفْــلَـــةٍ
وَلِحَاسِدِي ، وَمُحَـارِبِي ، وَ مُحَــاصِرِي
فَكَأَنَّــنِـــي لَـمَّـا أُغَـــنِّـــي بَــيْـــنَــكُـــــمْ
أُهْدِي إِلَى سِرْبِ الدَّجَـــاجِ جَوَاهِــرِي
وَ لِأَنَّـكُـــمْ أَهْلُ الْـــقَـــرَارِ فَـــإِنَّــــنِــي
كَسَّرْتُ أَقْلَامِي ، وَكُلَّ مَـــحَــــابِـــــــرِي
وَنَثَرْتُ هَمْسِي فِي مَـسَــامِـعِ سَــامِـــعٍ
فَهِمَ الَّذِي أَعْنِي ، فَصَارَ مُـــنَـاصِـــــرِي
محمد صالح رحيمي (لفسيسي)
(من المملكة المغربية ) ٨٩ نونبر ٢٠٢١
لَا غَرْوَ : لَا عَجَب - كَرّ على العَدوّ : حمَل - الْاَنَام : الخلْق -الْغرَائِر : جمع غِرارة وهو وعاء من الخيش يوضع فيه القمح .
ملحوظة : سبق لي أن نشرتُ هذه القصيدة تحت عنوان (غلّفْ بَنَانَك) فَأعدت صياغتها من جديد .