تَسليم وتًسًلُّم
•***٠
عندما صدرقرار ضَمّ معاهد تدريب المعلمين
للجامعات في العام 1994..
كنتُ عميداً لمعهد تدريب معلمي المرحلة الوسطى
بأم درمان.
ولم أكنْ مقتنعاً بالقرار ولا راضياً عنهُ ..
وكنت أري مع كثيرين غيري من التَّربويّين
بوزارة التَّربية أن تظلَّ المعاهد كما هيَ ..
وتُعدَّل برامجها بحيثُ تساوي سنتين جامعيَّتين
ومن ثمَّ ينتسب خريجوها للجامعات ..
ليتحصَّلوا على شهادات جامعية .
ولكن صدر القرار وتمَّ تنفيذهُ .
فكتبتُ هذه الأبيات :
يَـقولونَ سَـلِّـمْ يا عَـمـيدُ .
******
يقولون سلّم يا عميدُ وإنّني
أُسائلُ نفسي مَن ؟ وماذا أسَلِّمُ ؟
أسَلِّمُ أعواماً ثلاثين عِشْتها
أبــوحُ بِحُبِّي في هَــواها وأكْتُــم
وأرْضَعْتُهَا عُمْري وغَـنَّيتُ مَجدَها
وطابَ لشِعري في ذُراها التَّرَنُّمُ
***
أُسَلِّمُ مَنْدوراً وجِيلاً من الأُولى
صَحبْتُهُمُ والعَيشُ غَضٌّ وناعِـم
أُسَلِّمُ تاريخاً ومَـجْداً وسُؤدَدَاً
وميراثَ علم وهو للجهل هازِمُ
يقولونَ سَلِّمْ يا عميدُ ولا تكنْ
كثورٍ عـنيدٍ في غَـباءٍ يُقاوم
يُحطِّمُ قرنـيهِ ويرتَـدُّ خائِباٍ
وما أدركت سِـرَّ النَّجاة البهائِمُ
تُـقاد الى أقدارِها وهْيَ لا تَعي
وتَـرنُـو الى ذَبَّاحها وهْوَ ظالمُ
وقد قُسِّمتْ تلكَ المعاهـدُ كلُّها
ولم يَـبْقَ إلّا أنْ تُحازَ الغنائمُ
فإِنْ جاءَ من يَبْغي تناولَ حظّهِ
فسلِّمْهُ مقهوراً وأنفُكَ راغِــمُ
وإنْ كنتَ ترجو أن تعودَ لأهلِها
فإنَّكَ يا مسكينُ – واللهِ – واهِـمُ
فقد جَـفّت الأقلامُ من حِبْرِ وأْدِها
وقد حُـرِّمَتْ حتّى عليها المَـآتـمُ
********
بعد فراغي من كتابة الأبيات ..
وجدتُ فيها عيباً من عيوب القافية
بين الأبيات الثَّلاثة الأولي وباقي الأبيات ..
فآثرتُ الإبقاء على العيب العروضي ..
لأنّ الأبيات جاءت هكذا ..
ولأنَّ رمز التَّقطيع العروضي ..
هو مفاعلن في كلِّ نهايات الأبيات
والفرق يسير في النَّطق بين الحرف الساكن
والألف الساكنة .
وليس هذا بعذرٍ في النَّهاية .
بشير عبد الماجد بشير
السودان .