مرافئ حبها:
في يوم لقيانا ترنَّح خافقي
والنبض يُعلن للدنا عنواني
يغفو قليلاً ثم يصحو تارةً
عصفورةٌتشدو على الأفنان
لامست جيداً قد تعتَّق خمره
بالحسن كادت تنتشي أركاني
فرفعت كأس الشوق أرنو رشفها
لكنّها عزفت عن الإتيان
فتباعدت تشكو ويقتلها الظما
حسبي بأن عزوفها أدماني
قلت اسعفيني من سهامك إنني
مدمىً بلحظك والهوى أعياني
فالحب يصطاد النوى برماحه
ويُميت من يدنو من الخلانِ
نَضَحَت حنيناً ثم مالت خدَّها
فتقابل الثغران كالشطآن
ومراكب التقبيل تنقل وجدنا
من واديَ الزفرات للغدران
حتى تشكّل سيلة من نشوةٍ
سكبت بعطر الروح والريحان
قالت تعقَّل قلت ويحك ماجرى
بالكاد ألمس قطفة الرمان
ضحكت بغنجٍ ثم غابت خلسة
كالبحر يشكو كثرة الخلجان
أرسيتُ قلبي في مرافئ حبّها
وعلى الرصيف تناعس القلبان
لم ألقَ منها غير موجٍ دافئٍ
قد لامس الشطآن بالتحنان
فتنفس الرمل المراقب ظلّها
وسفينتي نزحت بلا الربّان
ماذا أقول وقد بقيت مغرّداً
رجع الصدى لمَّا غفوت شكاني
ورسمت ظلَّ الأمس فوق حقائبي
حتى مللت عقارب النسيانِ
محمد قاسم ابو ثائر 1/7/2021