أيّها الحبُ--
-------------الشاعر--محمد الحنيني-البرازيل
-----
أفرغ الحب كأسه من هوانا------------ورمانا بشوقه ورمانا
ودعانا لرقصة الموت يوما-----------يا فؤادي ياليته ما دعانا
نحن كان الربيع بين يدينا----------------يتغنى ولوّن الألوانا
والأمان الأمان يلهو صبيا------------في عيون تغازل الظمآنا
والهوى كان صاحبا وحبيبا---------آه يا ويل ما جرى ثم كانا
قد أزالوا الجسور بين قلوب---------عاشقات وجففوا الوديانا
كيف يأتي الخصام من كل صوب---- قاضيا بين من أحب وعانا
ثم يقضي على الغرام ويقضي-------أن تُزال الأقمار من دنيانا
والربيع الجميل يُنفى وتبقى----------لحظة الياس بيننا سلطانا
سرقوا العطر من زهور تربت---------في يدينا وزيفوا الألوانا
ورأيت الورود تبكي دموعا---------ساخنات وحطموا الريحانا
أصبح القلب كالخريف حزينا---------يملأ الوقت لوعة ودخانا
نحن كنّا المكان للحب حتى------------جعلوا عشنا لهم عنوانا
نحن كنا المكان للسلم حتى------------جعلواساعة الفناء زمانا
نحن كنا الهوى وكانوا صداه-----والصدى صار يا حبيبي هوانا
أين كنا وأين صرنا فإنا----------------في زحام تفر منا يدانا
قالوا للقلب قد عشقت وهذا-------فوق عرف الهوى وفوق لوانا
عد إلى الليل إن فيه نجوم---------سهرت وحدها لنقضي شانا
كن كما البدر ساهرا يتمنى--------أن يطول الظلام حتى يرانا
كيف يا قلب يا جريح التمني---------أصبح البعد للهوى سجانا
كيف نبكي وكيف نضحك حتى-------يستمد المساء منّا الأمانا
هانئين كنا وكنا نسيما---------------كلما هبّ عطر الخلجانا
أصبح الرمل في يدينا غذاءً----والصحاري القفار صارت خطانا
والعيون التي ترقرق فيها----------دمعة الحزن أصبحت بركانا
ذرفتها على الخدود فجفت-----------تحتها حمرة وأدمت لسانا
أيها الحب لا تكن طير شؤم-----------كلما صاح جمّع الغربانا
كن كطير وكن كناي رخيم---------عندما يشدو يلهب الأحضانا
كن ربيعا يعانق الأرض حتى-------من حشاياها يستشف البيانا
كن رفيفا كدمعة العين تهمي--------لحظة الحزن تُلهب الأحزانا
أيها الحب أنت فينا عيون-------------ساهرات وأنت فينا رؤانا
أيها الحب أنت فينا صباح--------------كلما هل نذكر الرحمانا
أيها الحب أنت فينا رسول-------------لا تطع انت بيننا شيطانا
أنت غيث السماء فاض علينا-----------ثم أثرى وجودنا وسقانا
أيها الحب لا تدعنا ضحايا-----------لا تزد في الحياة فينا أسانا
أنت ماء الأنهار دونك عطشى-----------كائنات بلاك ما أشقانا
أنت منحةُ الأله العظيم إلينا----------أنت نورٌ بل خير ما أعطانا
لا تدعنا لنزعة البغض نمضي-----------إن فقدناك آه ما أشقانا
---
تحيات -الشاعر-محمد الحنيني-البرازيل