الأربعاء، 12 مايو 2021
كلثوم حويج
الاثنين، 10 مايو 2021
يوميات مضيفة طيران المحبة أولاً الجزء..........عبده داود
يوميات مضيفة طيران
المحبة أولاً
الجزء 15
عاتبت سحر لويس بانفعال وقالت: الأفضل أن ننفصل الآن أفضل من لاحقاً، الكلام الذي سمعته منك في المطار. يجعلني مقتنعة بأننا لن نلتقي. أنت من طبقة غنية برجوازية، ونحن من طبقة فقيرة، نعيش على قدر خبزنا اليومي...وأنتم ما شاء الله أموال بلا حدود.
من ناحية ثانية، أنا لا أقدر أن أكون المرأة الثانية في حياتك، أنت جعلتني وسيلة نقل لروح المرحومة...أدخلت روح جورجيت بجسدي، وجعلتني جورجيت.
قال لويس: ما هذا الذي اسمعه؟ أولاً أنا لست من طبقة برجوازية، أنا من طبقة فقيرة، كنت أعمل صبياُ عند أحد التجار، وقررت أن أكون تاجرا مثله. وفتحت عيناي على كل شاردة وواردة في العمل، ويوماً بعد يوم اكتشفت سر المصلحة، تركته وحملت حقيبة، وصرت اشتري من تاجر، وأبيع إلى تاجر، وجمعت اموالاً كافية ساعدتني على الشراء مباشرة من الصين، وبعدها اشتريت هذا القصر والمزرعة بسعر مناسب من ناس باعوا وهاجروا إلى أمريكا...
المزرعة هي التي أغنتني. كانت أرض شبه ميتة، لكن بالجهد والتعب الحقيقي، أعدنا لها الحياة، وهي اليوم تدرعلينا الكثير...
أما الذي قصدته بالمطار، لا الاستخفاف، إنما كنت ناويا خطوبة بأرقى فنادق سورية، لكن لا يهمك سنعوض فرحتنا الكبيرة في حفلة زواجنا.
لكن لم استوعب كيف تحملين روح جورجيت، هذه أفكار فلسفية غريبة جدا، لم اسمع بها سابقا. هل أنت تغارين من امرأة ميته؟ جورجيت كانت كل حياتي، كيف انساها؟ لا لن انساها، ولن أقدر أن انساها، هي أم اولادي الأربعة، هي كانت كل دنيتي. ولم أفكر يوماً أن افتح قلبي إلى إنسانة ثانية كانت من كانت. لأنني كنت على قناعة تامة بأنني لن أجد مثلها ابداً، حتى التقيتك عرفت حينها بأنني تعرفت على قلب طاهر رائع ملائكي، يشبه قلب المرحومة، هذا ما جعلني أفتح أبواب قلبي من جديد لأنك ملاك دخل حياتي.
هذا الذي تشعرين به بالازدواجية بين جسدك وروحها... هذا لا افهمه لكل واحدة منكما خصوصيتها. بصراحة أنا لن أنساها مهما طال الزمان، أليست هي أم جورج وأم سمر وحنان وهند... يا سحر يا حبيبتي...
عندما تعرفت عليك وجدت فيك جمال الروح وجمال الجسد، وأحببتك بالفعل، أنا أحبك يا سحر...نعم أحبك. الآن دعينا من الأوهام، ولنعش حبنا ومستقبلنا.
ساعديني أجد معلمة إلى جورج. لقد وجدت، مربيتان جديدتان تقومان بخدمة الأولاد. أما أنت لن أدعك تتركين وظيفتك في الطيران لأنني أعرف محبتك لعملك...
في الحقيقة سحر أقنعها لويس بأن تتناسى ما تفكر فيه...
وأصبحت تحارب أفكارها بخصوص جورجيت، وأقنعت ذاتها بقدرها، وتناست اوجاعها...
كان لويس يمضي أوقاته مع عمه أبو سحر بطاولة الزهر، وكم كان أبو سحر يعصب عندما يخسر، لذلك كان لويس يحاول ألا يربح حتى لا ينزعج عمه من الخسارة...
سأل لويس هدى بان ترشده إلى معلمة من أجل أولاده وخاصة ابنه جورج في الصف الثاني الابتدائي، وواجباته المدرسية، كثيرة والمعلمات يفرضن على التلامذة أحمالاً مدرسية ثقيلة...
قالت هدى. من الأنسب أن أكون أنا معلمة أولادك حتى نكسب ودهم، وهكذا تأتي معي اختي كلما سنحت لها الفرصة، وشيئاً فشيئاً يتعودون على وجودها في البيت...
قال لويس: ربنا يجزيك الخير يا هدى...فعلاً انت عظيمة، حكيمة، ورائعة... وتستحقين لقب أستاذة مربية بأمتياز
جاءت هدى في يومها الأول لزيارة الأولاد. استقبلها لويس وعرّف أولاده عليها قائلاً: هدى جلبت العابها معها حتى تلعبوا أنتم معها.
طبعا (لويس اشترى الألعاب مسبقاً)...لم يكترث الأولاد بهدى لكنهم أخذوا ألعابها... وتابعوا اللعب...
جلست هدى على الموكيت السميك الذي يغطي أرض غرفة الأولاد مثلما هم جالسون، وأخذت تراقب العابهم الكثيرة، منها ألعاب الكترونية، ومنها العاب تركيبية، وشخوص وروبوتات، وقطارات، وغيرها الكثير...وبعدما تعرفت هدى على كافة الألعاب، أخذت تستبعد خفية الألعاب غير المناسبة لأعمارهم...
أحيانا كانت سحر تأتي مع اختها، لكن الأولاد لم يكترثوا بها.
أمضت هدى الأسابيع الأولى، وهي تلعب مع الأولاد، ولم تأتي على أي تعليم، ولم تفرض عليهم أي رأي...وكانت تحكي لهم الحكايات والقصص، وبعدما أحست بأن الأولاد باتوا يحبونها، وباتوا ينتظرون حضورها، وصاروا يستقبلونها بلهفة ويركضون عليها ويقبلونها عندما تصل...
احضرت لهم لوحاً كبيراً يشبه اللوح المدرسي وقالت لهم اليوم، سنلعب لعبة جديدة اسمها المدرسة...
وهنا بدأت هدى تعلم الأولاد، وتركز على الاهتمام بالولد الأكبر جورج... مضت فترة قصيرة أنس جورج معلمته تماماً وأحبها، وصار يكتب وظائفه بهمة ومحبة للتعلم، هدى استخدمت الطرق المقنعة التوضيحية التي توصل فيها المعلومات إلى ذهن التلاميذ، طبعاً هدى اختصاصها الجامعي تربية وعلم نفس ويتلخص اسلوبها التعليمي أن يفهم التلميذ الدروس لا أن يحفظها... لأن الفهم يبقى في الذهن والذاكرة، بينما الحفظ ، بدون الفهم الكافي ينساه الطالب وتتلاشى المعلومات من ذهنه...
الذي أدهش نظر لويس هو الجلاء الشهري لابنه جورج، الذي يشعر بتحسن ابنه الواضح، كان الولد من الكسلانين، واليوم أضحى من المجتهدين...
قدم لويس مبلغاً كبيراً إلى هدى أكبر بكثير من المبلغ المتوقع كمكافأة لها على ما تبذله من جهد، رفضت هدى المبلغ بإصرار. وقالت: هؤلاء هم أولاد اختي، مستحيل أن اتقاضى منكم أتعاباً أو ما شابه...
مديرة مدرسة جورج، كتبت رسالة إلى السيد لويس عواد ترجوه أن يأتي إلى المدرسة ويحضر معه معلمة جورج بالمنزل...
سألت المديرة هدى: عن الطرق التي تتبعها مع جورج حتى انتقل من شعبة الكسإلى، إلى شعبة المجتهدين؟
قالت هدى أنا لا اجعل التلميذ يحفظ الدروس، أو يكتب الوظائف الطويلة والكثيرة...
أنا اجعله يفهم ما الذي يدرسه، ولماذا يدرسه، وعلاقة الذي يدرسه في المدرسة مع الحياة الواقعية.
المدرسة يجب أن تكون البيئة الحاضنة التي تربط التلميذ بالواقع الحياتي، ويقتنع التلميذ بأن الذي يتعلمه في المدرسة هو لاستخدامه في مجتمعه.
قالت المديرة فعلا هذا ما لاحظناه من اسئلة غير معتادة، جورج يحب أن يفهم ماذا يدور خلف الكلمات، لذلك اردت أن أعرف كيف تعلمينه... وكيف حققت له هذا الانتقال النوعي...
وما هو اسلوبك التعليمي؟
قالت هدى: المحبة أولاً. الاهتمام بصداقة الطلبة قبل تعليمهم، أن نحبهم حتى يفتحون لنا قلوبهم، نشاركهم اسرارهم الخاصة، وعندما التلميذ يحب استاذه يفتح له قلبه وذهنه ويستوعب ماذا يدرس ولماذا يدرس، وعندها لا حاجة للكتاب، ولا حتى للفحص، لأن المعلومات صارت في ذهن التلميذ ولن ينساها لأنها صارت من مكتسباته ومخزون ذاكرته...
قالت المديرة، اود أن أسألك بصراحة عن المدرسة التي تعلمين فيها هل نجحت طريقة تعليمك هذه مع تلامذتك...
قالت هدى: سؤال ذكي، والجواب يكمن في مراجعة علامات طلاب صفي في الشهادة الإعدادية الرسمية، وهي تخبركم الحقيقة...
شعبة من الطلبة كانوا يكرهون سجن المدرسة، كانوا يستقبلوني عندما أدخل صفهم بحركات سخيفة حتى أهرب، وبعدما شعروا بمحبتي لهم، أحبوني، واحبوا المدرسة، وتحولوا إلى شعبة متفوقة.
كاتب الرواية: عبده داود
إلى اللقاء في الحلقة 16
الراغبون قراءة الحلقات السابقة يجدونها في:
(مجموعة يوميات مضيفة طائرة)
الأحد، 9 مايو 2021
ايهاب الوزني البحر الكامل بقلم عمر طه إسماعيل
ايهاب الوزني
البحر الكامل
بقلم عمر طه إسماعيل
قتلوك في العشر الأواخر ويلهم
من عادل ٍ متربص ٍ لايغفل ُ
هربوا وعين الله حاشاها تنم
عن قاتل ٍفي يوم حشر ٍ يسأل ً
عن هذه الأرواح ما فد اذنبت
وبأي ّ وزر ٍ كل ّ يوم تقتل ٌ
ولاهلنا في كربلاء عزائنا
جرح العراق هو واحد لا يدمل ُ
'عمر طه إسماعيل )
الى روح الشهيد ايهاب الوزني غفر الله له وأسكنه فسيح جناته
السبت، 8 مايو 2021
بقلم الشاعرة رناعبد الله
ياقمر....
رنا عبد الله
ياقمر....
اراه فيك....
فما خطبي.... ؟؟؟
ولماذا وجهه
اراه شبيهك
بالنظرر....
ولماذا اخاطبك واعرف....
انك لا تسمعني.....
وكلامي اشعار من نثر....
ولماذا اسأل انا....
ولماذا بحبه اضعت حيلتي.....
فصارت الامواج تأخذني
من دون مستقر....
أجنون انا فيه؟؟؟؟
ام انا بهلوسات الحب....
اعيش السعادة والكدر....
واكتب احرفي....
بلا اوزانِ....
ولا تفاعيل احكامٍ.....
كأني اعزف لحناً....
وحرفي صار الوتر....
ياجنون ايامي
يا شيئاً....
ما تخيلته اضغاث
احلامي....
ايا غفوة عيني ويا
سهاد السهر
اتكلم انا.....
مع القمر.....
وليته يجبني.....
عما انا فيه في
ءانا بسعادةٍ
ام اني بحزن مستمر .... ؟؟؟؟
ء انا راسية
على بر....
ام اني غريقة في بحر....
.
جنون انا فيه....
والحب جنون انا ادعيه....
واحلى ما في الحب
جنونه....
فهو حياة الحب....
كما الارض يحيها المطر
رنا عبد الله
دكتور / مكرم ابوالمعاطي
(. فلسطين)
فلسطين أرض ذرات رمالها دماء
فلسطين جبل وسهل وزهر وسماء
فلسطين. شعب مقيم. ولاجيء. سواء
فلسطين تاريخ وامجاد ورسل وانبياء
فلسطين حب وهيام وعشق وانتماء
فلسطين ذكرى دمار وأسر واقصاء
فلسطين مسجد ومعبد ومئذنة واسراء
فلسطين وطن فلسطين رغم أنف الغرباء
بقلمي استاذ دكتور / مكرم ابوالمعاطي
بتاريخ 8/11/2017
يوميات مضيفة طيران.....ج١٤..... عبده داود
يوميات مضيفة طيران
أحداث بعد الخطوبة
الجزء 14
حفلة خطوبة سحر ولويس في المطار كانت، لطيفة عفوية، جميلة وبسيطة، شارك فيها أغلب الموظفين المناوبين في المطار، غنوا ورقصوا ودبكوا، وزغردت الصبايا وخاصة دلع، وبعدها هنأ الحاضرون صديقتهم وفرحوا لفرحتها، والواقع العروس تحب الجميع، والجميع يحبونها...
بعدما غادر الجميع. قال لويس باستخفاف كلمات جرحت قلب سحر وادمته بعنف لأنه قال: الفرق كبير بين خطوبتنا أنا وجورجيت، وبين هذه الخطوبة الهزيلة...
خطوبتي أنا وجورجيت كانت خطوبة ذات شأن، كان الناس غير مستوى، والمأكولات غير مستوى، ثم ما هذه الألبسة التي شاهدتها اليوم؟ أظن أغلبها ثياباً مستعملة من البالة...
كادت سحر تنفجر، وسحبت محبسها وكادت ترميه في وجه لويس، لكنها تمالكت نفسها، خشية فضيحة ستجرح الجميع... وقالت بعصبية شديدة: زملائي فقراء لا يملكون المال، لكنهم يملكون المحبة، يملكون قلوباً من ذهب... وهم ليسوا مرضى في عقولهم، وقلوبهم خالية من الجنون...أصدقائي لا يملكون الذهب لكنهم هم الذهب الحقيقي...
قطع حديث العروسين أبو سحر، جاء يدعو لويس حتى يتناول وجبة العشاء معهم...
العروس اصيبت بجروح دامية من تعليقات خطيبها السخيفة، وبالاستغراب من أهلها باستقبال لويس بحرارة، ربما هما يتظاهران بالقبول والرضى؟ ربما أحسا بالندم على وقوفهما سداً منيعاً ارهابياً، امام وظيفة ابنتهما في الطيران، ولا يريدان أن تتكر ، بأن ابونا ميشيل وأختها هدى اقنعا والديها بالا يتدخلا في موضوع ابنتهما لأن ارتباطها مع لويس حتمي، وقالا لهما كونا معها تكسبانها، وإذا عاندتماها، تخسرانها...
سحر تعرف أبيها كم هو عنيد وعقله لا يستقبل غير الساكن في فكره... لكن خوفه من فقدان ابنته، جعله يرضى ولو على مضض أن يسير مع التيار لا بعكسه...
تصدر أبونا ميشيل رأس طاولة العشاء، بارك وشكر الله على نعمه وخيراته وحسن تدبيره، متمنياً للعروسين التوفيق والنجاح...
تشكر لويس الأبونا وقال: الحقيقة ضاقت بي الدنيا بعد وفاة المرحومة زوجتي، وباتت الظلمة تعيش في قلبي، لم تعد الشمس تنير نهاري، ولم يعد القمر يضيء ليلي...عندما أكون مع اولادي ابكي على فقدان من غابت عني وعنهم، وعندما أكون خارج البيت أكون تائه الفكر عند اولادي الذين فقدوا من ترعاهم...غرقت عيون أم سحر بالدموع وقالت ليتمجد عذابك يا ابني...
تابع لويس القول، الله وحده يعلم كم تغير حالي عندما صادفت ابنتكم سحر، التي ملأت قلبي بفرح لم أكن لأتوقع أن أجده يوماً في حياتي بعد زوجتي، وكنت على يقين بانه لن توجد امرأة تقبل برجل مثلي عنده أربعة أطفال جميعهم بحاجة إلى الرعاية... لكن سحر، سهلت لي هذا الأمر الصعب، ابنتكم انسانة رائعة حقيقية، أفهمتني سر الزواج الذي تؤمن هي به بالفعل هو سر غاية في الروعة، ومن الغريب اليوم نجد من يحاول تخريب هذا السر العظيم... ويدعون الى زواج المساكنة التافه.
كان الجميع يصغون الى لويس...ما عدا خطيبته التي كانت تتألم، من الذي سمعته بالمطار، وكم تمنت لو تخلع المحبس من يدها وتقول إلى لويس أرحل إلى جورجيت، أنا سحر لن أكون الزوجة الثانية، لن أكون (الجسد التكسي) التي تحمل روح غيري...
سألت أم سحر لويس، عفواً يا ابني، كيف تدبر أمورك مع الأولاد؟
قال، ربنا يدبرنا...
بالمناسبة أتمنى أن تقبلوا عزيمتي على الغذاء غداً، باعتبار سحر عندها عطلة، ستكون معنا وستتعرفون على الأولاد...والأولاد سيتعرفون عليكم...
وتابع لويس الحديث قائلاً: أنا تفاهمت مع سحر باننا لن نخبر الاولاد في البداية، بان سحر ستكون زوجتي، انما ستكون صديقة لهم ومعلمة لهم، حتى تكتسب محبتهم في البداية...
قال ابونا، وربما ام سحر وهدى تكثران من التردد على زيارة بيتك، والمكوث مع الأطفال، حتى يألف اولادك وجود أهل سحر في المنزل، وسحر كلما كان عندها فرصة تأتي وتلاعب الأولاد... وخاصة بان بيت جدهم الآخرين لا يترددون كثيرا عليهم...
في اليوم التالي لبى الجميع الدعوة على الغذاء... ام سحر قبلت الأولاد بمحبة ودموعها تترقرق في عينيها، حاولت سحر أن تلاعب الأولاد بالأرجوحة، لكنهم أخذوا بالبكاء، لذلك ابتعدت ووقفت بجانب هدى صامتتان...
منزل لويس فخم في منطقة جميلة في دمشق، عبارة عن فيلا تحيط بها حديقة واسعة، تزينها أشجار وارفة، وورود وياسمين.
قال لويس، تفضلوا حتى تتعرفوا على المنزل في الداخل...
المنزل كبير مؤلف من طابقين يربط بينهما درج داخلي جميل، تجولت العائلة في المنزل الواسع، ثم جلسوا في غرفة الاستقبال بالطابق الأرضي مبهورين بجمال المنزل، سحر كانت عيناها تسرقانها الى صورة كبيرة معلقة على الجدار وعليها شريطة سوداء، ادركت جازمة بأنها صورة المرحومة جورجيت أم الأولاد...
قالت سحر بذاتها: من الصعوبة بمكان أن أحتل بيت المرحومة هذا، كونها لا تزال حية فيه، كيف أسرق زوجها وأسرق أولادها؟ كيف لي أن أكون في هذا المكان الصعب؟ كيف سأنام على سرير لا تزال تفوح منه رائحة عطرها...لماذا يا ألله وضعت في طريقي هذا الانسان الذي ملأ قلبي غبطة وحباً، وأيضاُ الماً وعذاباً، كانت دموعها تسيل على خديها لأنها أدركت بأنها ستفشل في التعايش مع هذه الازدواجية المركبة المستحيلة، كيف تعيش مع امرأة رحلت، ولكنها لا تزال موجودة في قلب الرجل وفي بيته، وفي تفاصيل حياته...
وصل الأبونا ميشيل وقف الجميع يستقبلونه...
بعد الغذاء استأذن الأبونا بالذهاب للضرورة، استأذنت سحر وقالت أنا سأذهب مع الأبونا...عندي بعض الالتزامات الخاصة...
قالت سحر يا أبونا اكتشفت بأنني تسرعت جداً في هذا الاختيار...
أستغرب الأبونا الأمر بشدة، وسأل هل هم الأولاد؟
قالت سحر لا، ليسوا الأولاد، إنما هي أم الأولاد، أمهم لا تزال حية في بيتها وقاطنة في قلب خطيبي، وهو يرفض أن يدعها ترحل...
قال الأبونا: هذا أمر طبيعي يحدث وخاصت المرحومة كانت حبه الأول... لكن اعتقد بعد فترة سيتلاشى هذا الحنين...
قالت: يا ابونا صدقني لويس لا يزال يعيش في الماضي ويرفض الحاضر...يعيش معي أنا، وقلبه معها هي، يمسك يدي أنا، وكأنه يمسك يدها هي...يكلمني وكأنه يكلمها هي، لويس ألبسني ثوب جورجيت وبدل أن يتوحد معي، وحدنا أنا وهي معاً، جعلني أنا الجسد الذي يحمل روحها هي...
ارجوك يا أبونا انقذني من هذا الانسان المريض، أنا لم أعد احتمل، وأخشى أن يتحول حبي له إلى شفقة عليه...
قال الأبونا: الماضي رحل ولن يعود...أنت ستكونين الحاضر وأنت ستكونين المستقبل...كوني حكيمة...يا سحر، اصبري قليلاً وسوف تتغير هذه المخاوف وخاصة عندما تتزوجان سوف يدرك بأنك أنت الحقيقة، وهي الوهم...
قالت سحر، لا أعتقد بان لويس قادر على وضع حاجز بين ماضيه وبين حاضره...
قال الأبونا يجب أن نتريث بعض الوقت حتى نرى، بالتأكيد سيتلاشى الماضي، اكيد الأيام كفيلة بحل هذا اللغز الصعب، اصبري يا ابنتي، لا تدوم في النهاية غير الحقيقة، جرح لويس عميق. لكن حبك الكبير له سوف يجعله يندمل وسوف يعيش الحاضر...
كاتب الرواية: عبده داود
الى اللقاء بالجزء 15
الراغبون بقراءة أجزاء سابقة تجدونه مجانا في:
( مجموعة يوميات مضيقة طائرة)
بقلم عمر طه إسماعيل
(مهداة لشيخنا الفاضل جمال نزال أطال الله في عمره )
(الكامل )
عمر طه إسماعيل
انّي اراك َ كَبَسْمة ٍ بمدينتي
شيخ وقور صالح متعبد
تعلو بوجهك ضحكة ياسيدي
و كأنما بوجوهنا متجدد
صدحت منابرها تجلجل حكمة ً
فلوجتي شهدت جمال مزغرد
لله درك ماحييت مبجلا ً
وعسى تكون بيوم حشر ٍ اسعد
في الله احببناك حبا ً خالصا ً
نرجو بذاك تقربا ً من احمد ِ
ساهجوا ذاتي
مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...
-
نور عيني ------------ ينتابني الذهول والفزع ويتسرب الألم إلى حنايا قلبي ويهوي بي الحزن في أودية التيه كلما زارني شبح غيابك عني فيا ملاكي.....
-
سألت الليل.. ياليلي.. لما الاشواق.. لماذا تطوف الروح.. بغدادا.. تزور الكرخ.. والحارات.. والانفاق.. لماذا.. يهيم القلب.. مجنونا.. ...