الأربعاء، 12 مايو 2021

يوميات مضيفة طيران
باريس   
الجزء 17

الح لويس على هدى أن تذهب معهم الى باريس، لكن هدى اعتذرت بشدة لأسباب مختلفة اختلقتها، والحقيقة السبب الرئيسي لا تريد أن تكلف صهرها مصاريف لا مبرر لها... ولا تريد أن تترك الأولاد فترة طويلة، وفعلا هدى أحبت أولاد لويس وصارت تشتاق لهم وتحب أن تقضي  معهم معظم أوقاتها... 
لويس أحضر معه ابنه جورج، لأنه كان يشعر بآلام ابنه التي يحبسها في قلبه اشتياقاً لوالدته المرحومة... 
فكرت سحر أن  تغتنم الفرصة وتتقرب من جورج  طالما سيكون معهم  لمدة خمسة عشر يوماً... ربما هذه المحاولة اليائسة قد تساعد في ابعاد شبح جورجيت من فكر لويس.
جاءت دلع تدفع العربة،  محبة سحر وتواضعها منعاها من ان تترك زميلاتها دون مساعدة على متن الطائرة، لذلك قامت وارتدت ثياب مضيفة الطيران، وأخذت تساعد المضيفات رغم ممانعتهم الشديدة لذلك، بذات الوقت  كانت ترغب أن تسعد جورج، وتكسب قلبه، ادخلته على غرفة الكابتن سليم، وكم أفرحته هذه الزيارة...  
كذلك الذي اسعد جورج هي  سحر المضيفة التي تحضر امامه عربة مليئة بالعصائر والحلويات التي يحبها...
سحر تشبه العروس التي تغرق، وقد استسلمت للمصير البائس...وقالت هذه مشيئة الله لا مشيئتي... 
في باريس، طلبت سحر بأن يقيم  جورج معها في غرفتها، فهم لويس سحر وايدها في رغبتها...
في الحقيقة، جورج أحب سحر التي تحكي له القصص، وتحادثه باللغة الفرنسية...وتطلب له المأكولات التي يحبها...
لويس يعرف باريس جيداً، وقد زارها مرات عديدة هو وجورجيت، استأجر سيارة فخمة لتكون تحت تصرفهم حيث يذهبون... رغم صعوبة إيجاد موقف للسيارة حيث يمرون  لكن من الأصعب التنقل هنا وهناك بدون سيارة، وهم جاؤوا أصلاً  ليتبضعوا  جهاز عروس وتواصي  أخرى للجميع،  ومن الصعوبة بمكان انتظار سيارات الأجرة  في الشوارع في أواخر شهر كانون الثاني البارد جداً في باريس...
لم تكن سحر تشتري أي شيء، فقط كانت تدور في الأسواق، وتشاهد المعروضات وتقول سنشتري أغراضنا بعدما نعاين  النوعيات ونعرف الأسعار...لم تكن تعنيها أسماء الماركات العالمية البراقة، التي كانت المرحومة تحبها وتتعامل معها كما كان يقول لويس...
 كانت سحر  تبحث عن الجمال البسيط والاسعار المعقولة والأقمشة المتينة...كانت تقول أنا اشتري رداء، لا يهمني أسم دار الأزياء ...
بعد الظهر كانوا يزورون الأماكن المشهورة في باريس، 
ومنها متحف اللوفر... قال الدليل بان متحف اللوفر هو أكبر متحف للوحات في الارض، يضم بين جدرانه أكثر من مليون لوحة...وهذا المتحف هو قبلة الفنانين وعشاق الفن في العالم...
  سحر قرأت عنه الكثير اثناء دراستها الجامعية، هذا جعلها تتمتع برؤية لوحات قرأت عنها، واليوم تعاينها فعلاً... كانت تشرح سر جمال  تلك اللوحات، وتركز على افهام  جورج اسرار روعة تلك الرسومات وخاصة  المشهورة منها...
لويس ازداد اعجابه بسحر بثقافتها  الواسعة بتاريخ الفن وفهمها لسبر معاني اللوحات الفنية، وتفهمها أسرار جمالها، وأسباب  شهرة تلك اللوحات...
قال لويس، صحيح أنا وجورجيت زرنا هذا المتحف مرات، لكن لم يشرح لي أحد بإسهاب كما أنت تفعلين، والذين يشرحون لم أكن أفهم منهم  جيداً الذي يقولونه بسبب اللغة، كما أفهم منك الآن، اليوم انت تعوضين عليّ ما فاتني   يا أجمل مضيفة طيران، و يا أشطر  دليل... قالت سحر بسرها الحمد لله  اليوم لويس وجد فيً شيئاً لم يجده في المرحومة...تلك كلمات الغزل الناعمة الجميلة التي يقولها لويس لها، كانت عطر يبعث فيها الحياة... وكانت تقول: ربماً  يوما ما سيحبنا  لويس  سوية الجسد والروح...
الذي أعجب سحر كثيراً هو ذكاء جورج وتقبله لفهم  المعلومات التي كانت  تشرحها  له...
 يوم الأحد، طلبت سحر زيارة كنيسة نوتردام، وحضور القداس فيها، وهذه الكنيسة  من أشهر كنائس العالم... وتذكرت كلام ابونا ميشيل الذي قال بانه سيحملهما  رسالة الى ابونا جاك، وكم خجلت من نفسها لأنها نسيت الأمر...
سألوا عن الكاهن جاك، ولما عرف بانهم من سورية، ومن قبل ابونا ميشيل  استقبلهم بحرارة حميمة  وسألهم عن أحوال صديقه، وقال ابونا ميشيل من أعز أصدقائي خدمنا سوية في لبنان، وأنا تعلمت بعض العربية هناك... 
  قالت سحر ابونا ميشيل هو مرشدنا الروحي أنا وخطيبي...
تساءل الأب جاك تقولين خطيبك، إذن من يكون جورج هذا؟ 
رد جورج بالفرنسية الصحيحة، والدتي توفت، وهذه مضيفة الطيران سحر ستكون زوجة ابي...
انبهر الخوري بالفتى الذي يتكلم بلغة فرنسية متقنة وجميلة، سأل ابونا جاك جورج، أين تعلمت اللغة الفرنسية؟ أكيد امك كانت فرنسية؟
أجاب جورج: الراهبات هن اللواتي يعلمونا...
قال الخوري، ما أروع الانسان الذي يتكلم عدة لغات، فيسهل عليه التواصل مع الجميع... 
أخرجت  سحر موبايلها وطلبت الأبونا ميشيل، وتكلم الكاهنان الصديقان مطولا مع بعضهما البعض... 
سأل  الخوري جاك، هل زرتم برج ايفل؟ قالت سحر لا لم نزره بعد، لكن ربما غداً...
قال الخوري، أنتم غداً في ضيافتي هنا في الكنيسة، وبعد الصلاة الصباحية في الثامنة، سنذهب الى برج ايفل ونتناول وجبة الغذاء هناك، وتتمتعون بجمال باريس من علو شاهق...
برج ايفل تحفة فريدة  في العالم بتصميمه وبجماله، لا أحد يقدم الى باريس ولا يزور هذا الصرح الجميل، الذي أضحى رمزاً لفرنسا...
حاول لويس الاعتذار، لكن الخوري الفرنسي الح عليهم  وقال هل تريدون  أن يزعل مني ابونا ميشيل كاهنكم...ويعرف بأنني تعرفت عليكم، ولم اقم بواجبي تجاهكم...اذا رفضتم دعوتي  سأخبره ألا يكللكما...
قال لويس: في هذه الحالة سنكون عندك قبل شروق الشمس...
قال ابونا جاك: وأنتم سوف تتذوقون  أطيب  أنواع الاجبان التي نحن نصنعها  من حليب  ابقار مزارعنا... وقام  الأب جاك وأحضر زجاجتين نبيذ من نوع  (روزيه) وقال هذا النبيذ من عنب كرومنا،  ونحن أيضاً من يصنعه... والنبيذ  الفرنسي هو أشهر الخمور في العالم.
فتح الزجاجة، وسكب في الكؤوس، وقال سأحملكم الزجاجة الثانية، هدية الى الاب ميشيل...وأنا لن اتناول فطوري غداً قبل حضوركم...وبعدها نذهب  للتجول في باريس والى برج ايفل...
في اليوم التالي بعد الفطور الشهي، سأل أبونا جاك بما أن  الجو لطيف اليوم، ما رأيكم نزور أجمل حدائق باريس...
زاروا حديقة الشانزيليزيه وبعدها ذهبوا الى برج ايفل  وصعدوا الى المطعم العالي، قال الأبونا جاك: كان هذا البرج هو ألأعلى في العالم لذلك نال شهرته الواسعة، واليوم انتم  سبقتمونا شيدتم أعلى برج في العالم قاطبة في دبي...
سأل الأب جاك عن  سبب زيارة العرسان  الى فرنسا  في فصل البرد، قال لويس جئنا لنشتري جهاز العروس  إلى سحر سوف نتكلل في الشهر القادم.
قال ابونا جاك، حسننا أخبرتموني سوف اذهب  معكم غدا صباحا ارشدكم  الى دور أزياء في احياء  مغمورة...  
بعد وجبة  الغذاء  في برج أيفل قال  لويس دعونا نحضر فلماً فرنسياً... 
قالت سحر لنجد فلما للمخرج الفرنسي غودار. 
 بعدما استمتت سحر بفلم غودار قال لويس  ما رأيكم  حضور استعراضا كانت جورجيت تحبه...
قالت سحر: أنا متعبة. 

كاتب الرواية: عبده داود
الى اللقاء في الحلقة 18
ارجو من الراغبين قراءة حلقات سابقة، ستجدونها في مجموعة:
(يوميات مضيفة طيران)

كلثوم حويج

يوماً تعود

كم قُتلنا 
وكم ذُبحنا 
وكم صُلبنا 
وكم رتقنا جرحنا 
قلنا 
كفى 
فنحن لانخشى العدا 
نعيش عزاً أو نموت 
قلنا 
انتهى 
وكم 
اعطينا في الصبر دروس 
ذقنا المرارة في ظروف
فنحن لسنا كالانبياء
موسى 
محمدا
أو يسوع
كم اعطينا عبر 
صبراً في البلاء والكروب
صبرا في الابتلاء والحروب 
كم تناسيتم 
جرحنا 
عبق الماضي والفتوح 
تناسيتم 
نحن عرب 
أخوة يوسف والجدود 
لسنا اذناب اليهود
ستسقط 
كل الكراسي والعروش 
سندفن تحت 
التراب 
نواري الثرى 
ستتساوى جميع اللحود
دون واسطة أو لجوء 
القدس 
قلب العرب
فلسطين
نبض العرب
للحرية 
بالحجارة بالسلاح بالبندقية 
زهرة المدائن
لابد يوماً ان تعود 

كلثوم حويج
؛ (مسرى الرسول )

الكامل

بقلم رنا عبد الله

مسرى الرسول تالما  ولقد شكا 
رب البراق  وللسماء معانقا

وهنا اتت رسل الاله جميعها
قد عاهدت عند الاله  بموثقا

أن النبي هو خاتم  ومصدق
للسابقين بنورهم قد  أشرقا

وتكالبت أيدي اليهود بقسوة   
ونبيهم منهم براء ما دعا
 
وهنا عناق  محمدٍ بيسوعها
زاد  الوداد كليمها  فتعانقا

وكأن أديان الاله فاقسمت
وعلى تآلف ابن  آدم  ما بقى

قتل النفوس بشرعهم فمحرم

بجميع اديان الاله ومطلقا
من بغداد لفلسطين 
الكامل
بقلم عمر طه اسماعيل 

ياحاكما بالعدل إنا نشتكي
شكوى ضعيف عاجز من معتد 

في قدسنا عاث الفساد علانة 
سلب الحقوق لأهلها في المسجد 

ثوب العروبة مزقت أوصاله  
والكل فيها خانع متردد 

حكامنا باعو القضية جهرة 
وتضامنوا مع فاسد ومعربد 

بغداد تشكوا جرحها بمرارة 
صنعاء كم سالت دما لا منجد 

ودمشق فيها امطرت بمصائب
لبنان لا تبكي فما من خالد 

أختاه في القدس الشريف تضرعي 
فالله لن يطيل ظلم المعتدي 

قد طال ليل الظالمين وجورهم 

ياغارة المولى القوي فأراعد

الاثنين، 10 مايو 2021

يوميات مضيفة طيران المحبة أولاً الجزء..........عبده داود

 يوميات مضيفة طيران

المحبة أولاً

الجزء 15  


 عاتبت سحر لويس بانفعال وقالت: الأفضل أن ننفصل الآن أفضل من لاحقاً، الكلام الذي سمعته منك في المطار. يجعلني مقتنعة بأننا لن نلتقي. أنت من طبقة غنية برجوازية، ونحن من طبقة فقيرة، نعيش على قدر خبزنا اليومي...وأنتم ما شاء الله أموال بلا حدود.

من ناحية ثانية، أنا لا أقدر أن أكون المرأة الثانية في حياتك، أنت جعلتني وسيلة نقل لروح المرحومة...أدخلت روح جورجيت بجسدي، وجعلتني جورجيت.

قال لويس: ما هذا الذي اسمعه؟ أولاً أنا لست من طبقة برجوازية، أنا من طبقة فقيرة، كنت أعمل صبياُ عند أحد التجار، وقررت أن أكون تاجرا مثله. وفتحت عيناي على كل شاردة وواردة في العمل، ويوماً بعد يوم اكتشفت سر المصلحة، تركته وحملت حقيبة، وصرت اشتري من تاجر، وأبيع إلى تاجر، وجمعت اموالاً كافية ساعدتني على الشراء مباشرة من الصين، وبعدها اشتريت هذا القصر والمزرعة  بسعر مناسب من ناس باعوا وهاجروا إلى أمريكا...

المزرعة هي التي أغنتني. كانت أرض شبه ميتة، لكن بالجهد والتعب الحقيقي، أعدنا لها الحياة، وهي اليوم تدرعلينا الكثير... 

أما الذي قصدته بالمطار، لا الاستخفاف، إنما كنت ناويا خطوبة بأرقى فنادق سورية، لكن لا يهمك سنعوض فرحتنا الكبيرة في حفلة زواجنا.

لكن  لم  استوعب  كيف تحملين روح جورجيت، هذه أفكار  فلسفية غريبة جدا، لم اسمع بها سابقا. هل أنت تغارين من امرأة ميته؟ جورجيت كانت كل حياتي، كيف انساها؟ لا لن انساها، ولن أقدر أن انساها، هي أم اولادي الأربعة، هي كانت كل دنيتي. ولم أفكر يوماً أن افتح قلبي إلى إنسانة ثانية كانت من كانت. لأنني كنت على قناعة تامة بأنني لن أجد مثلها ابداً، حتى التقيتك عرفت حينها بأنني تعرفت على قلب طاهر رائع ملائكي، يشبه قلب المرحومة، هذا ما جعلني أفتح أبواب قلبي من جديد لأنك ملاك دخل حياتي.

هذا الذي تشعرين به بالازدواجية بين جسدك وروحها... هذا لا افهمه لكل واحدة منكما خصوصيتها. بصراحة أنا لن أنساها مهما طال الزمان، أليست هي أم جورج وأم سمر وحنان وهند... يا سحر يا حبيبتي...

عندما تعرفت عليك وجدت فيك جمال الروح وجمال الجسد، وأحببتك بالفعل، أنا أحبك يا سحر...نعم أحبك. الآن دعينا من الأوهام، ولنعش حبنا ومستقبلنا. 

ساعديني  أجد معلمة إلى جورج. لقد وجدت، مربيتان جديدتان   تقومان بخدمة الأولاد. أما أنت لن أدعك تتركين وظيفتك في الطيران لأنني أعرف محبتك لعملك...   

في الحقيقة سحر أقنعها لويس بأن تتناسى ما تفكر فيه...

وأصبحت تحارب أفكارها بخصوص جورجيت،  وأقنعت ذاتها   بقدرها، وتناست اوجاعها...

كان لويس يمضي أوقاته مع عمه أبو سحر بطاولة الزهر، وكم كان أبو سحر يعصب عندما يخسر، لذلك كان لويس يحاول ألا يربح حتى لا ينزعج عمه من  الخسارة...

سأل لويس هدى بان ترشده إلى معلمة من أجل أولاده وخاصة  ابنه جورج  في الصف الثاني الابتدائي، وواجباته المدرسية، كثيرة والمعلمات يفرضن على التلامذة  أحمالاً مدرسية ثقيلة...

قالت هدى. من الأنسب أن أكون أنا معلمة أولادك حتى نكسب ودهم، وهكذا تأتي معي اختي كلما سنحت لها الفرصة، وشيئاً فشيئاً يتعودون على وجودها في البيت... 

 قال لويس: ربنا يجزيك الخير يا هدى...فعلاً انت عظيمة، حكيمة، ورائعة... وتستحقين لقب أستاذة مربية بأمتياز

جاءت هدى في يومها الأول لزيارة الأولاد. استقبلها لويس وعرّف أولاده  عليها قائلاً: هدى جلبت العابها معها حتى تلعبوا  أنتم معها. 

طبعا (لويس اشترى الألعاب مسبقاً)...لم يكترث الأولاد بهدى لكنهم  أخذوا ألعابها... وتابعوا  اللعب...

جلست هدى  على الموكيت السميك الذي يغطي أرض غرفة الأولاد مثلما هم جالسون، وأخذت تراقب  العابهم الكثيرة، منها ألعاب  الكترونية،  ومنها العاب تركيبية، وشخوص وروبوتات، وقطارات،  وغيرها الكثير...وبعدما تعرفت هدى على كافة الألعاب، أخذت تستبعد  خفية الألعاب غير المناسبة لأعمارهم...

 أحيانا كانت سحر تأتي مع اختها، لكن  الأولاد لم يكترثوا بها.

أمضت هدى الأسابيع  الأولى، وهي تلعب مع الأولاد، ولم تأتي على أي تعليم، ولم تفرض عليهم أي رأي...وكانت تحكي لهم الحكايات والقصص، وبعدما أحست بأن الأولاد باتوا يحبونها، وباتوا ينتظرون حضورها، وصاروا  يستقبلونها بلهفة ويركضون عليها ويقبلونها عندما تصل... 

احضرت  لهم لوحاً  كبيراً يشبه اللوح المدرسي وقالت لهم اليوم، سنلعب لعبة جديدة اسمها المدرسة... 

وهنا بدأت هدى  تعلم الأولاد، وتركز على الاهتمام بالولد الأكبر جورج... مضت فترة قصيرة أنس جورج معلمته تماماً وأحبها، وصار يكتب وظائفه بهمة ومحبة للتعلم، هدى استخدمت الطرق المقنعة التوضيحية  التي توصل فيها المعلومات إلى ذهن التلاميذ، طبعاً هدى اختصاصها الجامعي تربية وعلم نفس ويتلخص اسلوبها التعليمي  أن يفهم التلميذ  الدروس لا أن يحفظها... لأن الفهم يبقى في الذهن والذاكرة، بينما الحفظ ، بدون الفهم الكافي ينساه الطالب  وتتلاشى المعلومات  من ذهنه...

الذي أدهش  نظر لويس هو الجلاء الشهري لابنه جورج، الذي يشعر بتحسن ابنه الواضح، كان الولد من الكسلانين، واليوم أضحى من المجتهدين...

قدم  لويس مبلغاً كبيراً إلى هدى أكبر بكثير من المبلغ المتوقع كمكافأة لها على ما تبذله  من جهد، رفضت هدى المبلغ بإصرار. وقالت: هؤلاء هم أولاد اختي، مستحيل أن اتقاضى منكم أتعاباً أو ما شابه...

مديرة مدرسة جورج، كتبت رسالة  إلى السيد لويس عواد ترجوه أن يأتي إلى المدرسة ويحضر معه معلمة جورج بالمنزل... 

سألت المديرة  هدى: عن الطرق التي تتبعها مع جورج حتى انتقل من شعبة الكسإلى، إلى شعبة المجتهدين؟

قالت هدى أنا لا اجعل التلميذ يحفظ الدروس، أو يكتب الوظائف الطويلة والكثيرة...

أنا اجعله يفهم ما الذي يدرسه، ولماذا يدرسه، وعلاقة  الذي  يدرسه في المدرسة  مع الحياة  الواقعية. 

المدرسة يجب أن تكون البيئة الحاضنة التي تربط التلميذ  بالواقع الحياتي، ويقتنع التلميذ  بأن الذي يتعلمه في المدرسة هو لاستخدامه في مجتمعه.

قالت المديرة  فعلا هذا ما لاحظناه من اسئلة غير معتادة، جورج يحب أن يفهم ماذا يدور خلف الكلمات، لذلك اردت أن أعرف كيف تعلمينه... وكيف حققت  له هذا الانتقال النوعي...

وما هو اسلوبك التعليمي؟

 قالت هدى:  المحبة أولاً. الاهتمام بصداقة الطلبة قبل تعليمهم، أن نحبهم  حتى يفتحون لنا قلوبهم، نشاركهم اسرارهم الخاصة، وعندما التلميذ  يحب استاذه  يفتح له قلبه وذهنه  ويستوعب ماذا يدرس ولماذا يدرس، وعندها  لا حاجة للكتاب، ولا حتى للفحص،   لأن المعلومات صارت في ذهن التلميذ  ولن ينساها لأنها صارت من مكتسباته ومخزون ذاكرته...

قالت المديرة، اود أن أسألك  بصراحة عن المدرسة التي تعلمين فيها هل نجحت طريقة تعليمك هذه مع تلامذتك...

قالت هدى: سؤال ذكي، والجواب يكمن في مراجعة علامات طلاب  صفي في الشهادة الإعدادية الرسمية، وهي تخبركم الحقيقة...

شعبة من الطلبة كانوا يكرهون سجن المدرسة،  كانوا يستقبلوني  عندما أدخل صفهم  بحركات سخيفة  حتى أهرب،  وبعدما  شعروا بمحبتي لهم، أحبوني، واحبوا المدرسة، وتحولوا  إلى شعبة متفوقة. 


كاتب الرواية: عبده داود


إلى اللقاء في الحلقة 16 

الراغبون قراءة الحلقات السابقة يجدونها في:

(مجموعة يوميات مضيفة طائرة)

أجابني..... عبده داود


 خلف البعيد

يسكن الحلم

ناديته 

سمع الصدى

أجابني: 

اصعد الجبل

إن أردت معانقتي


كاتب الكلمات: عبده داود

الأحد، 9 مايو 2021

ايهاب الوزني البحر الكامل بقلم عمر طه إسماعيل


 ايهاب الوزني 

البحر الكامل

بقلم عمر طه إسماعيل


قتلوك في العشر الأواخر ويلهم 

من عادل ٍ متربص ٍ لايغفل ُ


هربوا وعين الله حاشاها تنم 

عن قاتل ٍفي يوم حشر ٍ يسأل ً


عن هذه الأرواح ما فد اذنبت

وبأي ّ وزر ٍ كل ّ يوم تقتل ٌ


ولاهلنا في كربلاء عزائنا

جرح العراق هو واحد لا يدمل ُ


'عمر طه إسماعيل )

الى روح الشهيد ايهاب الوزني غفر الله له وأسكنه فسيح جناته

السبت، 8 مايو 2021

بقلم الشاعرة رناعبد الله


 ياقمر....

رنا عبد الله 


ياقمر....

اراه فيك....

فما خطبي.... ؟؟؟

ولماذا وجهه

اراه شبيهك

 بالنظرر....

ولماذا اخاطبك واعرف....

انك لا تسمعني.....

وكلامي اشعار من نثر....

ولماذا اسأل انا....

ولماذا بحبه اضعت حيلتي.....

فصارت الامواج تأخذني

من دون مستقر....

أجنون انا فيه؟؟؟؟

ام انا بهلوسات الحب....

اعيش السعادة والكدر....

واكتب احرفي....

بلا اوزانِ....

ولا تفاعيل احكامٍ.....

كأني اعزف لحناً....

وحرفي صار الوتر....

ياجنون ايامي

يا شيئاً....

ما تخيلته اضغاث

 احلامي....

ايا غفوة عيني ويا

سهاد السهر 

اتكلم انا.....

مع القمر.....

وليته يجبني.....

عما انا فيه في

ءانا بسعادةٍ

ام اني بحزن مستمر .... ؟؟؟؟

ء انا راسية

 على بر....

ام اني غريقة في بحر....

.

جنون انا فيه....

والحب جنون انا ادعيه....

واحلى ما في الحب

 جنونه....

فهو حياة الحب....

كما الارض يحيها المطر


رنا عبد الله

دكتور / مكرم ابوالمعاطي

 (. فلسطين)

      فلسطين  أرض ذرات  رمالها  دماء


     فلسطين  جبل وسهل  وزهر  وسماء


     فلسطين. شعب مقيم. ولاجيء. سواء


         فلسطين تاريخ وامجاد ورسل وانبياء 


     فلسطين حب  وهيام  وعشق  وانتماء


     فلسطين ذكرى  دمار  وأسر  واقصاء

   

     فلسطين  مسجد ومعبد  ومئذنة واسراء


     فلسطين  وطن فلسطين  رغم أنف  الغرباء


         بقلمي استاذ دكتور / مكرم ابوالمعاطي


      بتاريخ  8/11/2017

يوميات مضيفة طيران.....ج١٤..... عبده داود

 يوميات مضيفة طيران

أحداث بعد الخطوبة

الجزء 14

حفلة خطوبة  سحر ولويس في المطار كانت، لطيفة  عفوية، جميلة وبسيطة، شارك فيها أغلب الموظفين المناوبين في المطار، غنوا  ورقصوا ودبكوا، وزغردت الصبايا وخاصة دلع،  وبعدها هنأ الحاضرون صديقتهم وفرحوا لفرحتها، والواقع العروس تحب الجميع، والجميع يحبونها... 

بعدما غادر الجميع. قال لويس باستخفاف كلمات جرحت قلب سحر وادمته بعنف لأنه  قال: الفرق كبير بين خطوبتنا أنا وجورجيت، وبين هذه الخطوبة الهزيلة...

خطوبتي أنا وجورجيت كانت خطوبة ذات شأن، كان الناس غير مستوى، والمأكولات غير مستوى، ثم ما هذه الألبسة التي شاهدتها اليوم؟ أظن أغلبها ثياباً مستعملة من البالة...

كادت سحر تنفجر، وسحبت محبسها وكادت ترميه في وجه لويس، لكنها تمالكت نفسها، خشية فضيحة ستجرح الجميع... وقالت بعصبية شديدة: زملائي فقراء  لا يملكون المال، لكنهم يملكون المحبة، يملكون قلوباً من ذهب... وهم ليسوا مرضى في عقولهم،  وقلوبهم خالية من الجنون...أصدقائي لا يملكون الذهب لكنهم هم الذهب الحقيقي...

قطع حديث العروسين أبو سحر،  جاء يدعو  لويس  حتى يتناول وجبة العشاء معهم...

العروس اصيبت بجروح دامية من تعليقات خطيبها السخيفة، وبالاستغراب من أهلها باستقبال لويس بحرارة، ربما هما يتظاهران بالقبول والرضى؟ ربما أحسا بالندم على وقوفهما سداً منيعاً ارهابياً، امام وظيفة ابنتهما في الطيران، ولا يريدان أن تتكر ، بأن ابونا ميشيل وأختها هدى اقنعا والديها بالا يتدخلا في موضوع ابنتهما لأن ارتباطها مع لويس حتمي،  وقالا لهما كونا  معها تكسبانها، وإذا عاندتماها، تخسرانها...

 سحر تعرف أبيها كم هو عنيد وعقله لا يستقبل غير الساكن في فكره... لكن خوفه من فقدان ابنته، جعله يرضى ولو على مضض أن يسير مع التيار لا بعكسه... 

تصدر أبونا ميشيل رأس طاولة العشاء، بارك وشكر الله على نعمه وخيراته وحسن تدبيره، متمنياً للعروسين  التوفيق والنجاح...

تشكر لويس الأبونا وقال: الحقيقة  ضاقت بي الدنيا بعد وفاة المرحومة زوجتي، وباتت الظلمة تعيش في قلبي، لم تعد الشمس تنير نهاري، ولم يعد القمر يضيء ليلي...عندما أكون مع اولادي ابكي على فقدان من غابت عني وعنهم، وعندما أكون خارج البيت أكون تائه الفكر عند اولادي  الذين فقدوا من ترعاهم...غرقت عيون أم سحر بالدموع وقالت ليتمجد عذابك يا ابني...

تابع لويس القول، الله وحده يعلم كم تغير حالي عندما صادفت ابنتكم سحر، التي ملأت قلبي بفرح  لم أكن لأتوقع أن أجده يوماً في حياتي بعد زوجتي، وكنت على يقين بانه لن توجد  امرأة تقبل برجل مثلي عنده أربعة أطفال جميعهم بحاجة إلى الرعاية... لكن سحر، سهلت لي هذا الأمر الصعب، ابنتكم انسانة رائعة حقيقية، أفهمتني سر الزواج الذي تؤمن هي به بالفعل هو سر غاية في الروعة، ومن الغريب اليوم نجد من يحاول  تخريب هذا  السر العظيم... ويدعون الى زواج المساكنة التافه.

كان الجميع يصغون الى لويس...ما عدا خطيبته التي كانت تتألم، من الذي سمعته بالمطار، وكم تمنت لو تخلع المحبس من يدها وتقول إلى لويس أرحل إلى جورجيت، أنا سحر لن أكون الزوجة الثانية، لن أكون (الجسد التكسي) التي تحمل روح غيري...    

سألت أم سحر لويس، عفواً يا ابني، كيف تدبر أمورك مع الأولاد؟

قال، ربنا يدبرنا...

بالمناسبة أتمنى أن تقبلوا عزيمتي على الغذاء غداً، باعتبار سحر عندها عطلة، ستكون معنا وستتعرفون على الأولاد...والأولاد سيتعرفون عليكم... 

وتابع لويس الحديث قائلاً: أنا تفاهمت مع سحر باننا لن نخبر الاولاد في البداية، بان سحر ستكون زوجتي، انما  ستكون صديقة لهم ومعلمة لهم، حتى تكتسب محبتهم في البداية... 

قال ابونا، وربما  ام سحر وهدى تكثران من التردد على زيارة بيتك، والمكوث مع الأطفال، حتى يألف اولادك   وجود أهل سحر في المنزل، وسحر كلما كان عندها فرصة تأتي وتلاعب الأولاد... وخاصة بان بيت جدهم الآخرين  لا يترددون كثيرا عليهم...

 في اليوم التالي لبى الجميع  الدعوة على الغذاء... ام سحر  قبلت الأولاد بمحبة ودموعها  تترقرق في عينيها، حاولت سحر أن تلاعب الأولاد بالأرجوحة،  لكنهم أخذوا بالبكاء، لذلك ابتعدت ووقفت بجانب هدى صامتتان...

منزل لويس فخم في منطقة جميلة في دمشق، عبارة عن فيلا  تحيط بها حديقة واسعة، تزينها أشجار  وارفة، وورود وياسمين.

قال لويس، تفضلوا حتى تتعرفوا على المنزل في الداخل...

المنزل كبير مؤلف من طابقين يربط  بينهما درج داخلي جميل،  تجولت العائلة  في المنزل الواسع، ثم جلسوا في غرفة الاستقبال بالطابق الأرضي مبهورين بجمال المنزل، سحر كانت عيناها تسرقانها الى صورة كبيرة معلقة على الجدار وعليها شريطة سوداء، ادركت جازمة بأنها  صورة المرحومة  جورجيت أم الأولاد...

 قالت سحر بذاتها: من الصعوبة بمكان أن أحتل بيت المرحومة هذا، كونها لا تزال حية فيه، كيف أسرق زوجها وأسرق أولادها؟  كيف لي أن أكون في هذا المكان الصعب؟ كيف سأنام على سرير لا تزال تفوح منه رائحة عطرها...لماذا يا ألله وضعت في طريقي هذا الانسان الذي ملأ قلبي غبطة وحباً، وأيضاُ الماً وعذاباً، كانت دموعها تسيل على خديها لأنها أدركت بأنها ستفشل في   التعايش مع هذه الازدواجية المركبة المستحيلة، كيف تعيش مع امرأة رحلت، ولكنها لا تزال موجودة في قلب الرجل وفي بيته، وفي تفاصيل حياته...

 وصل الأبونا ميشيل وقف الجميع يستقبلونه... 

بعد الغذاء استأذن الأبونا بالذهاب للضرورة، استأذنت سحر وقالت أنا سأذهب مع الأبونا...عندي بعض الالتزامات الخاصة...

   قالت سحر يا أبونا اكتشفت بأنني تسرعت جداً في هذا الاختيار... 

أستغرب الأبونا الأمر بشدة، وسأل هل هم الأولاد؟ 

قالت سحر لا، ليسوا الأولاد، إنما هي أم الأولاد، أمهم لا تزال حية في بيتها وقاطنة في قلب خطيبي، وهو يرفض أن يدعها ترحل...

قال الأبونا: هذا أمر طبيعي يحدث وخاصت المرحومة كانت حبه الأول... لكن اعتقد بعد فترة  سيتلاشى هذا الحنين... 

قالت: يا ابونا صدقني  لويس لا يزال يعيش في الماضي ويرفض الحاضر...يعيش معي أنا، وقلبه معها هي، يمسك يدي أنا، وكأنه يمسك يدها هي...يكلمني وكأنه يكلمها هي،  لويس ألبسني ثوب جورجيت وبدل أن يتوحد معي، وحدنا أنا وهي معاً، جعلني أنا الجسد الذي يحمل روحها هي...

ارجوك يا أبونا انقذني من هذا الانسان المريض، أنا لم أعد احتمل، وأخشى  أن يتحول حبي له إلى شفقة عليه...

قال الأبونا:  الماضي رحل ولن يعود...أنت  ستكونين الحاضر وأنت ستكونين المستقبل...كوني حكيمة...يا سحر، اصبري قليلاً  وسوف تتغير هذه المخاوف وخاصة عندما تتزوجان سوف يدرك بأنك أنت الحقيقة، وهي الوهم...

قالت سحر، لا أعتقد بان لويس قادر على وضع حاجز بين ماضيه  وبين حاضره... 

قال الأبونا يجب أن نتريث بعض الوقت حتى نرى، بالتأكيد سيتلاشى الماضي،  اكيد الأيام كفيلة بحل هذا اللغز الصعب، اصبري يا ابنتي، لا تدوم في النهاية غير الحقيقة، جرح لويس عميق.  لكن حبك الكبير له سوف يجعله  يندمل وسوف يعيش الحاضر...


كاتب الرواية: عبده داود


الى اللقاء بالجزء 15

الراغبون بقراءة أجزاء سابقة تجدونه مجانا في:

( مجموعة يوميات مضيقة طائرة)

بقلم عمر طه إسماعيل

 (مهداة لشيخنا الفاضل  جمال نزال  أطال الله في عمره )

(الكامل )

عمر طه إسماعيل


انّي اراك َ كَبَسْمة ٍ بمدينتي 

شيخ وقور  صالح متعبد 


تعلو بوجهك ضحكة ياسيدي

و كأنما  بوجوهنا  متجدد 


صدحت منابرها تجلجل حكمة ً

فلوجتي شهدت جمال مزغرد 


لله درك ماحييت مبجلا ً

وعسى تكون بيوم حشر ٍ اسعد 


في الله احببناك حبا ً خالصا ً

نرجو بذاك تقربا ً من احمد ِ

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...