قصيدة ( رثاء النفس )
بقلم : إبراهيم محمد رمضان
أأرثي نفسي قبْلَ وفاتـُـــها
أم أنّ هذا في ديننا محظور
نُولَدْ ونكبُر ويشِبُ عودَنــا
ثم نَهرمْ ونرحَلْ والأيامُ تدور
تمضِي بنا الحــياةُ وتنتهِي
ويُساقُ بنا إلى ظـــلامِ قُبور
وقدْ سأَلتُ نفسِي المُقصِرة
هل فعلتُ ما كنتُ بهِ مأمُور
أم أنّ الدُنيا نسَجتْ خُيوطِها
وألقتنِي في بحرِها المَسجور ؟
وقد أغرَتنِي بملذاتِها الحمقَى
فكُنتُ بزيفِ ملذاتِها مَــبْهور
كُنا صِغاراً نَلهوا بعالمِنــــا
جُلُ الأشياءُ كُنتُ بِها مَسرور
وأدركت حلو الحياة ومرها
وكُنتُ لم أزلْ فتىً مغمــُــور
أخطأْتُ جهلاً في أمورٍ فعلتُها
وكأني كُنتُ حينها مسحـور
فأحياناً يُغويني شيطانُ الهوى
وكأنهُ يُقدِمْ لي باقــــاتِ زُهور
فهُناكَ من يتْبعْ بناتِ الهوى
وهُناكَ منْ يشْهدْ شهادةْ زور
ومنْ يأكُل سُـــحتاً يأكُلهُ ناراً
ويقولُ كُنتُ على أكلهِ مجبورْ
الآنَ أحــــفظْ كتاباً حقاً مُبيناً
من بينِ صفحاتهِ يشِــعُ النُور
وكُلُ ما أبتغيهِ من ربي أن
أمضّي في حياتّي كُلها مسْتُور
إنْ عِشتُ عُمري كُلَهُ ساجداً
فأنا المُقصِر وأنتَ ربُ غَفور
إقبلني بعفوِك واستُر عِيوبي
وأخرجّنِي من دارِ الفناءْ مأجور
هَذي حياتي التي قدْ عِشــتُها
لخصتُها لكُم في قليلِ ســطُور
فهلْ أكتُبْ رِثاءُ لنفسِي بعدَها
أم أظلُ في فلكِ الزمان أدور
يشهدُ عليّ ما أقولُ ضميريِ
ثمَ حضراتِكُم فأنتم لي الجُمهور
ياربْ أبهذا قدْ أديتُ ما عليّ
لأخرُج من دروبِها منصورْ ؟