شذب بها الذات ما ران من خبث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما كفتك ذنوب الذات في غلٍ وعصيان ... شذب بها ما ران من خبثٍ برمضان
وأقرب الى شهر الــــصيام فذاك حصنٌ... ولا تنأى ولوج الباب بالـصوم ريان
واحمل بها جسد النجاة لخالق من صائمٍ... واحفل بــذكر الله وأتلـو بهـــا قرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألا تدري عناد الدهر للناس قافلُ ... كنحتٍ بصخرٍ قد هوتهُ مـعاولُ
فيشطُ من جسدِ الخلائقِ منــشراً ... كقدِ اللًحاء لقلفِ الـجذع عازلُ
فمالكْ من بقاءٍ بحــسنِ نـــظارةٍ ... فالحسنُ مما تراهُ العـين راحلُ
فكلٌ لحتفِ الموت والمنية سائرُ ... متــجرعاً كأس المنُـون ونـاهلُ
فأغنم رضا الله مـــا فات مـدركاً ... فحُـتام مـــوتكَ واقــعٌ لا حائلُ
فلا تدنو لمبتذلٍ فذاك كما الزبــد ... والدرُ مكنوناً بقاع البحر كاملُ
وأحفظ عيــونك ما كنت تبـصرهُ ... وأجنب مَحارمُها ما كان باطلُ
ولا تُمنْ النفس في دنياك خــالداً ... فالكل يسعى فـناء العمر زائلُ
والظن لا يغنـــــيك بالــحق شيئاً ... فلا تتــبع أهــواء منْ قال قائلُ
فمن تقول علم الغيــــــب عالمــاً ... يبـوء بإثم من فعـــــالهِ جـاهلُ
فلا تقرب بــذاتك أن طر مـــادحٌ ... فتمسى بسرب للـجهالة جـائلُ
تجول كأنك ما فيك تدنو رفــــعةً ... بل حكمةً باللُــــبِ يسمو حاملُ
ولا تلبس بها ثوباً لغيرك لابــسٌ ... والبس لــها ثوباً ســعاية عـاقلُ
فكثير مال بابتلاء الكنز يُمتــحن ... وليس الكـفاف بقل المال عـائلُ
فمالك الا ما مـلكت ومــا وصـل ... شح الكفـوف ورزق الله نـائلُ
فكم مالكاً دفن الثــرى لا يمتـلك ... إلا الــــــــرداء بلحد القبر ماثلُ
لا يســـألن خزائناً مما حــــوت ... لكنما سولأً اليك بالعـبادة بـاذلُ
فمالك ليس ألا ما ملــكت دوامهُ ... فأغـــنم رضا الله وأدعو سـائلُ
وأزرع بها بذر الــــتقاة لــذاتك ... وأحصد بها الحسني لرب عادلُ
أبو مصطفى آل قبع