الأربعاء، 5 فبراير 2025

الضياع

 الضياع .. كما يقال (دبه ياكل دبه )

أُكل لحمنا ...فهل ندعهُ أكلنا ؟

ـــــــــــــــــــ

خَذِّل بها رهجٌ مما رأيت بصافق ... واحجب بها سيل بهدر الغادرين تدفق

فقد ساحت بها الأرواح تبحث منقذا...كشمع إذا ما ســاح نار القدح يحرق

فتبرقعت أسيادها مثل الإماء بذلة... في غمرة الإذلال ذاك الصــمت مطبق

بين روح عاملة واخرى خاملة وهذا أتعبهُ زمن وفات قطار عمره فما استدرك من فائتة ، فالارواح جنود مجندة وشبيه الشئ منجذب اليه وكما يقال بالمثل العراقي ( اتدهده الجدر لكه قبغه ) وتحضرني قول أمي رحمها الله عندما احاول ان اعبث معها بنزوة شاب فتبادرني القول ( شكلك مثلك ) فهمت هذا بأن الجسد مرتبط بالروح وهنالك توافق بين الفكر والفعل المنجز لكل منا ، فكم من اساء النقد وعظم خطبة ليست من حقه وكم من اخا وقرين ان قلت له (اخاك من آساك لا من أساء اليك ) لا يأتيك الرد، بل بدلة من أصول الانكار فيبادرك احيانا بالهزؤ واخرى بغلظة بعدم القبول فيتمرد ويقل لك بان روحك خواية ، ومن خلال التعامل اقول هنالك بذور خير بكل مخلوق إذا ما سقيت بمكارم الكؤوس تجدها روحا عاملة بلا عبث ولا عناد او غلظة او عداء ، وهنا يأتي الخيار باختيار من به سعاية للتمرة ومن هو به سعاية للجمرة ، ان تهذيبا للذات والروح لا يأتي الا وفق برمجة من ارث ال اليك على منحى خير أو شر تقوض كل عمل خير ، فكم منا من يخالف هواه ويتوق الى رنق القول والفعل والتعامل بروح سمحة لا تعتريها قترة او تراكم للمنقول من وهن او انضاء بل هو اعتقاد بان نيل مغنمة لا تعني مفسدة ومن تعامل بروح العدل او بمكنون ما يعتقد لا يعني فرضه على غيره ، ونحن نمر بزمن المتاهات وضيق الأفق في منطقة مجهولة بين ماديات طاغية وانسانية كخرقة بالية ، فأن قلبت بواطن الامور تجدها لا توافق الظاهر لبعض بالتعامل الروحي واحيانا تخلع القناع فتبان كوحش كاسر ، ومن قال ان الكرب إذا اشتد هان و تبويبات لا تنتهي بين مؤيد ومعارض وبين حجة داحضة واخرى ثأرا لعمل العابث بقبول روحه الغائرة في عبثها الاجن . فما خذلنا عن اخوة وطن او من يخذل ازمة لامة التفكير في امة تكالبت عليها اسل البغاة فلا تبصر او استبصار والامر منفلت لمن وسد الامر ( وكل يغني على ليلاه ) بموضوعة متشعبة ولا يشبعها جانب دون الاخر وقد لا تحتمل التفسير وفق الذاتية لكل منا وتتعدى لقسم منا واعظم ما يدور بخلده ( فج احدهم وتلذذ بدمه ) وقد نسي ( ولا تدع من دون الله ما لاينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ).. واعلم بأن الغالب علينا أهل الإسلام الحياء ولما كان الإسلام أشرف الرسالات أعطاه الله أسمى الأخلاق وأشرفها ألا وهو خلق الحياءـ والأمة بلا أخلاق هى أضل من الأنعام، فالقوي فيها يفترس الضعيف، والكبير لا يرحم الصغير، والصغير لا يوقر الكبير، وكلهم إذا انسلخوا من الأخلاق والحياء، لا يستحيون بعد ذلك من الله الجليل فيتعدون حدوده وينتهكون محارمه ويبارزونه بالمعاصي فتكون الحياة كالغابة ، وما نراه بعين الحاضر لا يراه غائب ، فكيف يسوغ لانتهاء وسجون و( اتاوات اهل الصنعة ) فقد ذهب الحق مذهبه بعدما دب السوس بين اللحاء والقلف

فلا والله ما فى العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحــــياء

يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء

اعلم بان الخيار في زمن ومكان كالذي نمر بمنأى عنا ، فلنعقد العزم لكل ذات ان نقف حائلا لكل ما يروج من بضاعة للعدو وهذا اقل ما ندفع به اتون الشر ونؤجل قتلاً لاطفال في ركام الاحداث المحدثه من صهاينة لا يمتون بصلة لدين او معتقد وحتى اليهودية لا منجى لهم من مكرهم .. لنستحي من تاريخنا و لانشتري معاول الهدم لحضارتنا مما تحيك صهاينة العصر ، فباتت عيون شاخصة تبحث عن مجهول في زمن ( طوط طوط طاطة بنت الحجي خياطة ) فهل من يريق الفتق الذي اتسع فبات احدنا ياكل لحم الاخر فهل ندعه يأكلنا .. لننتظر والله المدبر للامر .

أبو مصطفى آل


قبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نداء العروبة

 نداء العروبة من صراع إلى صراع  ومن نزاع إلى نزاع عونا وصبر جميل  ألم يقارع الأوجاع  يصارعني الأنين عقود يهددني بلوي الذراع  ويسفه بالمكر كل...