عشُقكِ أبقى من
الوشمِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو أن خالاً كوشم للـــحبيب موسم ... لوشمتُ وجهي سـواد الليل مقتم
وعزفت عن نــوم أُساهرُ نجــمها ... فأبث وجدي بــياض القدِ مُـغرم
وأحومُ حول القد أرنو الخال قبلـة ... في حُـرقةِ العـشاق قـُـــبلة مُــلثمِ
وأرشفُ من شـفاه الخل نُضـحها ... سُقيا الرضاب بطهر الماء زمزمِ
أنتِ الوضيئةُ حُسن العين أُفتـــتن ... فكيف بوصلٍ ما شجوتُ كــمُلهمِ
بتُ الأسير لدعجاءٍ سجين مُــتـقل ... وسـفت سهامُ العشـــق قتل مُتيمِ
فأجج قلبي ما استـــكان به الألــم ... فشذب إعياءٌ بعيٍّ للسقيم كبلسمِ
فسارع نبـــضٌ بالأذين بمن وَهل ... جـزلُ العــطاء لأبـهر بذلُ الـــدمِ
فأنتِ الأنوف بطيب الكف أرجـو ... كما الإخلاف في كبدٍ للحيٍ مُعدم
فكيف بغمرة ذاك الغريق بلهــفهِ ... فأجـج الصخر الأصـم بــقول فم
فغازل صخرة ذاك النتوء بقبلــة ... فبت شبيه الصخر بالعشق مُفعمِ
فترها قدمي إلى طللٍ أُنســتُ به ... ولصحبة الصــنوبن ما فيه مَـعلمِ
أما تذكري طعم الرشوف بخلوةٍ ... أنتِ الرصـوف بطيب الـثغر أنعمِ
فهل أُلام من كــمدٌ كهذا إذ أزف ... فأخــلع سراً بـــــقبر الصدر أكتمِ
فأحدث الذات عما ظفرت بغـادة ... وما عميتُ بحلكة بالخـطب مُـعتم
فبتُ قـــفول إلفاه والأذن كالصُم ... ما هالنـتي داءٌ دويٌ خلـــتهُ اللَممِ
فقُطب وجهٌ بوشم الحُزْن، ابــقي ... ما كنت اعلـمُ حال المرء بالسَّدمِ
أبو مصطفى آل قبع
الوضيئة : المرأة التي بها مسحـة من الجمال
الدعـجــاء :المرأة شـديـدة سـواد العـين مع سعـة المقـلة
ألأنـــوف : المرأة إذا كانت طيبة ريـح الـيــد
الرصوف : المرأة إذا كانت طيـبـة الخـلـوة