طرق الشقاء كطرقِ النحاس
الحياة لغزٌ معقد أعجب ما فيها أن يشقى من لا يستحق الشقاء وأن يهنأ بها من لا يستحق الهناء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُكابد من روحٍ شقيتُ بها العنا ... بدهرٍ آذيتُ بشقِ الحمل ما جنا
فصبراً على وعدٍ لقيتُ مقدراً ... كبرقٍ برعدٍ في ضلوعٍ قــد سنا
ففزعتُ كالطفلِ الرضيعِ بمهدهِ... كيما أهدمُ ذاك الشقاءُ ومـا بنى
فلم أبتئس مما أُحطت بعسرةٍ ... فأعلل النفس زيغ الكرب ممـكنا
فلا أخيبُ كمن هاب جوراً أزفاً... فأرفقُ يسراً بعسر الذات هينا
وأقفل صدري بسر الهم قبــره ... فلا أبـوح بشـح الـكف بل غنى
فما مِلكنا الذات عيشها واصب... فكل لهُ ذاك الــــزوال إلى فــنا
زمرٌ نساق لحتف لا خلود لنا ... كلٌ لهذا بيوم للمـــــعاد كذا ألانا
حتى المشيمة إذ تفارق صرةً ... فذاك من كبدٍ لـخلق الناس بــينا
فيندم من ركب الذلول بمركب... كمطية حتــــــــف المنية قد دنا
فانذر لها جسد تطاوله الأسل ... بخصام صول الحوم نابذها القنا
فلا تدعي أنت المجذذ جذوة ... ستنال جمـر الكي كـــــفك بألدنا
فدع لجرحك عرس الغم زفة ... فقد حطت عروس الجرح مكمنا
كحل بها عين تراها بالــدجى... فقد لثمــت شفــاه الـنار منْ ونى
صالت عليك نبال الدهر غيلة ...حتى اختفـى ذاك الخباء بلا منى
فعكز لها كتف الضليع لكسرك ...وأنشد بها كمد اللواعج من ظنا
فأن حارت عيون وحان حينها... فما ربتت كفوف الحنو من حننا
فبت كحاد لا بعير ونـــــــــاقة ... ورحت تحدو صــدحا أنـي هنا
فلا مدد كمد البـحر تنظر جزره... فقد ران قلبٌ بالتـــراكم أجــنا
وطرق الشقاء بالصفائح معلما .. كطرق المطارق في نحاسٍ لينا
حتى تنابذ قلبك أضلاعه هرباً... وأورثت داءاً بـالمـــخامر مزمنا
ضاق المقنن بالــــنوائب حدهُ ... ولظاً بنار الوجــــد زادت غمنا
فالجأ الى ذاك المدبر عتـــقنا ... بمضاء دهر شفير الدهر طا
عنا
ابو مصطفى آل قبع