قصة متسلسلة
"الأفق البعيد "
-٥-
دخلت إلى منزلي وأنا كلي شوق لجولي ،كانت لاتزال رائحة عبيرها منتشرة ..كنت أسمع صوت خطواتها وهي تتجول في المنزل ..كان باب الحمام مفتوحا مم يدل على أنها إغتسلت فكان روب الحمام الخاص بي مبتلا وملقى على الكنبة بعد استعمالها له.
أخذت الروب ودخلت إلى الحمام ..أخذت حمام دافىء إرتديت الشورت والتيشرت ..وصلت إلى أنفي رائحة القهوة الأتية من المطبخ ،ومن هناك إنبعث صوتها الجميل :
----------هل انتهيت ياعزيزي؟
-نعم ياعزيزتي جولي.
---------حسنا ،لقد أعددت قهوتك؟
خرجت جولي من المطبخ وبيدها كوب القهوة وهي تردد أغنية لفيروز سمعتها على جهازي،قلت لها:
-ماهذا ؟
--------ماذا ياعزيزي.
-أنت تعدين القهوة لي بنفسك؟
--------وماذا بذلك ياعزيزي .
-لكنك ملكة والملكة لايجوز أن تعمل أي شيء هنا؟
--------- ميرسي.
بالفعل هو من رضاء القدر أن تبحث عنك السعادة حيث كنت إلى أن تعثر عليك،
بالرغم مم رأيت هنا وما سأرى بعد ذلك إلا أني متأكد أن هذه هي السعادة ..أن نكون أنا وجولي فقط ..لوحدنا؛بعيدا عن هذا العالم الصاخب..المادي .
سألتها :
-لكن أين فنجانك ياعزيزي؟
-------- أنا لاأشرب القهوة ياعزيزي احمد.
-جميل نطقك لأسمي؟
-------- ميرسي.
لم اطلب منها أن نتعارف أكثر فأنا لاتهمني تلك الشكليات والروتينيات الرجعية والمتخلفة بقدر مايهمني وجودها معي .
فأن ذلك العالم المتطور كله لايهمني بقدر ماتهمني جولي ،حتى لو كنا معا في صحراء قاحلة .
قالت جولي من خلال ابتسامتها الجميلة:
-بينما أنت ترتشف قهوتك سأقوم انا بتأدية رقصة ياعزيزي..أترغب بذلك؟
-بكل سرور.
وقفت جولي ..أما أنا فرفعت يدي باتجاه الحائط فظهرت لوحة طبع عليها قائمة الأغاني والموسيقى ..أخترت مقطوعة موسيقية ..إنبعثت الموسيقى مع الأضواء ،وبدأت جولي بأداء رقصتها الساحرة.
* * * * * * * * * * *
قمت باغلاق الستائر جيدا وتأكدت من اغلاق الباب كي لايباغتني عبدالله فجأة كما حدث في المرة السابقة ويفسد علي مزاجي ،كذلك قمت باغلاق هواتفي .
لكن بعد ذلك جائني صوت:"راقب الطريق "
ذهبت إلى النافذة المطلة على الطرق رأيت بعض رجال الأمن وإلى جانبهم عربة كبيرة ،كانوا يبحثون عن شيء ما وكان معهم بعض الكلاب الضخمة..بقيت أراقبهم حتى ابتعدوا.
عدت إلى جولي للاستمتاع بيومنا وانا حريص جدا على عدم تضييع كل لحظة منحتنا إياها الأقدار ،وغير مهتم لكل مايجري في الخارج ،بل في العالم بأسره.
* * * * * * * * * * *
في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي أزحت الستائر عن النوافذ ،فتحت هواتفي ،كانت قد وردتني عدة اتصالات من صديقي عبدالله،
بالاضافة إلى عدة مسجات كانت تحتوي على شتائم.
أن صديقي عبدالله ليس عربيا ،هو أمريكي كان أسمه روفايل وقد قام بتغيير أسمه إلى عبدالله عند اعتناقه الإسلام ،
وقد اعتنق الإسلام عندما احب فتاة مسلمة وتقدم لخطبتها ورفض من قبل أسرتها لأنه غير مسلم،فدخل في الإسلام حتى يقبلوا به ،
توفيت زوجته فيما بعد فكان قد اقتنع بدينه الجديد وبقي عليه.
لقد كان إنسانا متحضرا يستطيع التكيف مع ظروف الحياة والتغيرات والتطور .
قرأت رسائله وأنا لاأستطيع تمالك نفسي من الضحك ،
إتصلت به وجائني صوته الغاضب الحاد:
-لعنك الله أيها العربي القذر المنحط ألا خرجت من قوقعتك؟
-هههههههه أنا موجود ياصديقي وها أنا قادم إليك.
استأذنت من جولي وخرجت متوجها إلى منزل صديقي عبدالله.
(يتبع...)
تيسيرمغاصبه
٢٩-٤-٢٠٢٣