أشفق بنفسك صوم الشهر إدراكا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلا من قربةٍ ترجو الرضا مَـــولاكَ ... فأشفق بصوم بالجوارحِ إذ دعاكِ
واغنم به جزلِ الفضولِ لمن وهب ... هبةٌ الكريم بشهرٍ للصـيامِ رضاكِ
فمن بغيرِ الله سؤلٌ لقضي حـوائج ... ومن ذا الذي بـذلٍ لمحتاج سواكَ
وأنت المقدرُ أن ضاقت بنا ـســبلُ ... لمغفرة سعينا وعـتق النار رُحماكَ
فتزيحُ ما ران القلوب ســـــوادها ... وعــــوداً لمخلوق بنأيًّ قد جـفاكَ
فعطرت فاهٌ بذكرك من خلوف فمٍ ... فغارُ مسكٌ لطيب سفا عوداً أراكَ
فأغنم بها ليل القيام ونابذ نومـها ... وأردم بها عثرِ الضـــلالة ما دهاكَ
وأسلك بها جدد المسـالك صومها ... بولوج باب لريان الــجنان سُراكَ
فزكي بك الآثام كالعزقٍ من دغلٍ ... وقرب منية رمس القبور وها دناك
فحث الخطى ركن الصــيام أزف ... وأسعى حثيــثاً فضلهُ وسّع خُـطاكَ
وأنبذ صروف الدهر لا تأمن بها ... خالف هوى النفـس من زيـغ هواك
واعـــلم بسلطان الزمـان زوالـهُ ... بدنيا الفناء وهـمزٌ لشــيطان غشاك
وأنف لغاشية البصيرة أن دنت ... وكن بصيراً لـيوم بالحساب عُـلاك
ولا تدنو رخيص الفـعل مــبتذلاٍ ... وقرين جن تسلط بالعـــقول غـواك
فأرصد بها فعل الثـقاة صيـامـها ... فــذاك من رنق الفضـائل إذ سقاك
وأحفل بها ورداً بحوض تستقي ... لتطفأ غلـــة بحر الآوام بما أتـــاك
فهب لنفسك بالنـــــوافل فسـحة ... ترقى المناط لمنزل فيها النبي لقاك
وعنف بها دار الغرور إذا أتــت ... واخلع همــوماً بحـملٍ قــد شـقاك
فذاك اقرب عفواً للعليم الواسعِ ... وسبع المثانٍ حصنٌ السقيم شـفاك
فقم وانذر بها جسدٌ القيام بليلها ... واذكر جزيل الشكر مـن رب هـداك
فلا تجزى الجزاء بفعلة بها منةٌ ... بل فضل رب في ســموك أو رقاك
فأترك بها سعي المغانم خبثـــها ... فذاك سبــيل الغي من وعرٍ عِراك
فالصخر ينبت أن أراد الله حكمه ... على قدر بذل إذ ما تـــزيد تـوقاك
أبو مصطفى آل قبع