كأني خلقت لهذا وصمم خافقي
حدثت نفسي فكذبتها فقلت رب سكوب أبلغ من كلام فآثرت الصمت فرن هتاف أذني وأجج ذاتي ونزع الابلاس عن فمي فأجبته لن اخلع حجاب الصمت فدعني استكن في زمن العجاف الذي القى حباله وصرم عنقي ولا اريد البوح به فقد قطع الرشاء عن دلوي ومما اراه ما لا يراه غيري فدعتي وشأني اغازل عزلتي .
أُسرت قلبي سهام العين مُطرقِ ** كأني خلقت لهذا وصمم خافقي
تروم لخلعٍ بالشفير حــــــــدوده** وتعكز القــفص النحيف لترتقي
ما كنت من شغف أنال به الأذى** ورضابُ جوفاً بالمرارة أستقي
لا قربةٍ مما جـــفاني به النَّــوَى** ولـظى المــلوع بالدموع مرقرق
وَأحلى الهيام بصــــدقٍ أرتجي** والوصـل يـربى بـالشفاه لنلـتقي
فاغضبُ أن بعد القرين بواحتي** كشيـبٍ إذا حـل النزول بمفرقي
وأقفل سجن الروح مــنك لغربةً** كصرم الرقاب بالحـبال مُطـَوَّقِ
وَما كلّ مَن يهوَى الـعفاف يرى**عينُ الوشـــاة بخلِ الوجـِد يـتـقي
سقى الدهرُ نبتَ العاشقين جوى** كــأسُ الــمرارة بالنــــبيذِ مُعتقِ
فتحل روحي بالرحيـق لصـرعةٍ ** فـي حلـكةِ الليـل البهـيم لمُـغلقِ
فلا فرار لقيدِ الهّــــم مــن يدي ** كضيـــاع دار الضــــب مُــــقلقِ
فهل كفاك سعاية وبيّ اللــظى ** كيوم الـمعادِ والمصيرُ لمحـــرقِ
فأخرُ مطروح الشـباك بلا قـوى** كفريسةٍ خـارت قـواها تـُـــزهق
فأعاتب الـدهر الجــفي لِــــــما ** موتُ بنزعِ الروح فينا مُـــحدق
مستنجداً أرنو الخلاص بمـحنة** كـرهين مـــــوج اليـــــمِ مُــغرقِ
فليس المنا ما كنت أرنو منية ** وعيون لحـــظك بالقـــتيل لـتمرق
فيقتصُ من جسدٍ كقد الـمنـشرٍ** كلـــحمِ الضـحايا للـهوامِ مُـــفرقِ
فبتُ شحــــــيح الكف ما حوت** أهـذا الذي فيه الســعاية مُـــغدقِ
فقد فاض المقنن ما زاد حده ** كرفتُ الكاس خلـــعُ الفــاهِ لا ومق
فما كان لهفي بالدنيء رواغها ** كـــــطفل لثـــــــدي الأم مُــشفق
بعشواء ليل أُحطب ما دنــــــا ** كرثيــث مـــوتٍ بالدمــاء مُــعلقِ
فنزعت ثوباً بالخلابة ظنــكها ** والوهل مرتــهنٌ بالأجــنِ لا رنق
فمالي وقد اكدى الزمان رهينة ** كنحر فريسةٍ في أثــرها وشـق
فشقيَت عثرة من تجاهل وهلهُ **خرقٌ تأبد سجنه ما راق من فـتق
لك الله في هيجا الغرام مودعاً ** فلا نجاءٌ بمــسلكٍ قد بات مُنزلقِ
أبو مصطفى آل قبع