هيَ روحٌ لا تهونُ
###
يا سفيرَ الرّوحْ
أدْفقِ العُمرَ عمرًا خَليلْ
واِحملْ البُعدَ رَغمَ مسافاتِ الطّرُقِ...
هَبني هَيعَ روحٍ تمادَتْ
ولكنْ بِتحنانِ الأمَلِ!
واِنبلاجِ النّور لِوعدٍ هَطَلْ...
يا غنيَّ الرّوحِ تمعّنْ في ثاراتِ اللّيالي والمِحَنِ
ناصياتُ الحكاياتِ تَغمرُني بالوَفا...
صُبّيني في ناصياتِ الفؤادِ
وخلِّ الجوى يجْلو ذكرياتِ الطّفولةِ
حتّى لا تُنتَسى!
لا تصيرُ الدّمعةُ حُرّةْ
إلّا بتجافي المِحَنْ...
دونَ نَصبِ الهِمَعْ...
واِنتظارِ النّفسِ لِوَسمِ المَطَر
فخُذيني إليكِ لأرضِ الوَفاءْ
علّني أستوي في الفَلا كالصِّلِّ
الّذي لا يهونُ معَ الْمُنتَسى!
وَاحمليني على العادياتِ بدَربي الطّويلْ
عزًّا للأنا فوقَ حُمّى الصّهيلِ
المُقارِفِ للحُبِّ والمُأتَسى
صُبّيني غيمًا على الغيمِ المحمولِ على ناطحاتِ الأشرعةِ النّازفةْ
والأرياحُ تلْعبُ موسمَها
في اِنكفاءاتِ الرّؤيةِ المُتلكِّئةِ وطوايا الغَمامْ...
قدْ ساوَمْتُ فجري أن يُخلِفَ الرّعشةَ الزّرقا
دَفقَ وجدٍ أمينْ...
علّني أستوي معَ سَرجٍ يسبَحُ بِحسٍّ أسيفْ
في ثنايا مَجدٍ أثيلْ...
لا يهونُ وَلا يُخفي وَجهَ روحٍ فيها
سَلامٌ سَلامْ...
شعر/ محمود ريّان