أنا ضباب
******
لا أريدني ان
أكون رهينة مٌنتَظر
على مصطبة الانتظار
أنتظر...
أنا ضباب
تجرني إليها الرياح
ويجرني إليه الغياب
على ربايا الشفاه
أنتشر!
ما كنت يوما لأقبل
الأعذار من أي كان
حتى مني في
كثير من الوقت
لا أعتذر
لما تسفح دموعي
من حزن
وتبدو شلالا على
خدودي ينهمر!
ينمو تشوقي فأكتب
بحبر الشوق أشواقي !
أطرز بها جلد
العراء بضمير متكلم
ظاهر للعيان
لا يخجل من احد
ولا يستتر
أناجي صدودا تنامى
وعلا بي...
أوقد وقد ولع
حرك زفراتي
فتحركت نواقيس ليلي
تطرق مسامع قلب
كاد بعيدا عني
ينكسر..
تعَوّد اماءاتي
وإشاراتي...
كما تعوّد في
كل مساء قائظ
أن يتلوّى تحت
ظمأ الحنين!
كما تتلوى سنابل
الربيع!
نحن الاثنين معا
في بوتقة العشق
نَنْصهر...!
من فتات رمادنا
ينبعث بوح كليم
به الشعر يفتخر!
أنأى به عن زمان
لا زمن فيه لزماني
أرتله طويلا نثرا
يحملني إلى أكواز
الصنوبر...
أشم فيها رائحة
أدخنة قريتي
وهناك أعانق شجر
أرز في قلب
وطني ارتزّت جذوره
من تربته خلقتُ
كلمات هوتْ من
سفح السفوح تتدحرج
وتنحدر...
أُزيل بها غبارا
عن عيون قصيدة
لم يعد للمكان
اليوم مكان فيها
فقط الفواصل وحدها
والاستفهامات من
بقيتْ ساكنة فيها
أجس نبضها
وأقرأ ملامحها...
بعيونها أرى ما
لا تراه عيوني!
فأوقنُ أني مقتول
لا محالة مقتول
بسيف هاوية هواها
حوّل كل مرارة
في قلبي عسلا
يعتصر!
الشاعر نورالدين بنعيش01/06/2023 المغرب