عرقٌ تخشب في خريف العمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفتْ بسيراءِ ثوب ٍتزيَّن بالجمان ... من مقصدٍ حثت بُناة القلب ولهانِ
مجدولةٌ فيها الدواء لــداءٍ إذ دنت ... كداءِ المخامر من صبا عّيّاً بإدمانِ
فمالي وما للصبر إلا الدواء لعلةٍ ... من بضــةٍ كف النــواعم كـالدهانِ
رنقُ البــياض رباب الغيم ثــغرها ... نضرٌ ككتان يسمو على مرجـانِ
أثارت بطلعتها ريح البوارح غبرة ... فضقت محتصفاً من بكرً غُـربانِ
والنصف يخبئُ ما أرنوا للثام بـه ... بجوى الـغرام لقبـلةٍ حلت بـظمآنِ
فصلقتُ كالرعدِ من هــول اللـظى ... وأحورُ عـيناً بلذعِ الحُــرقِ نيرانِ
فكُفت خـمار الوهــل أجــج فتــنة ... بسهام لـحظٍ بعــين الجن والـجانِ
والخيلُ واجــفةٌ شُـل الحـراكُ بها ... بذاك الفتـون بـما لم يُـألفهُ إنسانِ
وألفاهُ تُحجب من قفولٍ نُطــــقها ... كيـومِ المـعادِ عُـراة الخلق إذعانِ
فما سُـــــقيت بريِ الريق شربةً ... إلا لنضحِ جبـين الـرأس عطشانِ
فبتُ الغريق بلجةٍ في بحر عشقٍ ... نسيٌ كطيِ الناس ذكر الله فُرقانِ
فأدركتُ آنذاك القــــفولُ به الأنا ... فأُحطت قضبان بأسرالوله سجانِ
فما دنوتُ دنـــــان الخمر سكرة ... بل جائحٌ في غربــــةٍ فـي كل آنِ
فحـــدثتُ ذاتي ما اعـتراني كمد ... وبما شــــجوت بشجو لهُ وجـهانِ
فقد بت أروى من الضب وشلة ... وعين لصبار يروم السقي غدرانِ
بنبالُ دهرٍ تترا القـتيل بما صبا ... فوجـلتُ من كشفٍ لسرٍ فيه كُتمانِ
أدغدغُ كالرضيعِ دُعابة في مهده... لتنــفيس كربٍ به المُلـــــتاع غُمانِ
في كذبة أفشوا بان العشق رائقاً... لكنه عـميّ البصائر بالصــــمٌ أذانِ
فهب لنفسك يا بن قبع عُزلـــــة ... فقد تخشب عرقك كالصلد من زانِ
ودع أسل الغرام لغيرك وجـــهة ... واترك هيامك بقيــةٍ بالعـمر ما فانِ
دلف : مشى ببطء مقاربا الخطوات
السيراء : ثوب من الحرير
المقـصد :المرأة التي لا يراها أحـد إلا أعـجبته
المجدولة :المرأة الممشوقة
البوارح: رياح شديدة الجفاف، تثير الغبار والأتربة،
الـبـضـة :المرأة إذا كانت رقـيـقـة الجلد وناعـمة البشرة
المتحصف: الضيق
النصف : الخمار
أبو مصطفى آل قبع