بينما الج عالم النت لا أخفي سراً بتراكم الاقوال بعالم العشاق واعلم بانهُ مسلكٌ خَطِر، وموْطِئٌ زلق وبَحْرٌ لُجِّيٌّ. مليء بالآلام والآمال، محفوف بالمخاطر والأهوال. وأهل العشق يعانون من ويلاته، ويلاقون العناء من مراراته، أنه داءٌ دويٌّ، تذوب معه الأرواح، ولا يقع معه الارتياح، فمن ركب بحره، وتلاعبت به أمواجه كان إلى الهلاك أدنى منه إلى السلامة ، فأثرت ان احرك حروفي النازفة لعشق وطن وبناة القلب بغداد الحبيبة
إلا تعرفي بغـداد قَدَاً بجرح مُكلمٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألا تعرفي عشق الرحيق له ُمراسا ... لم يهجع اللـيـل في غمــضٍ نُعـــاسا
قد شاقه زمن طواه على النـــــؤى ... في منزع القطن سل الشـوك غماسا
فَنازع قلفَ الــــجوز مما أحاط بـه ... فمزق بالــفرار نُـدوب السلِ مهراسا
فهل من قتيلِ العشق يصبو واصباً ... بطعمِ المرارة حنــظلاً يجني غِـراسا
فقارع ذاتهُ ما من نجاة لمُــــــهلكٍ ... ردفٌ بنزغٌ الشـوكِ في جسدٍ مسـاسا
ما كان يعلم كيَّ الكف جمرة مُتـقد ... فبنـى كثيـب الرمـــل فـي أسٍ أسـاسا
فكيف ببال الأُس في ركوزٍ عشــهُ ... وطرقُ الــدُنا بسهـــلِ المـرانِ نُحاسا
فمركبُ الوهم إذ ما ركبت بموجـهِ ... غرقتْ غدير الضحل جانبت إحساسا
فَرهتَ لها لهفٌ لا من مبالٍ طـرقها... لكــنها راشتْ ســهام القتــــلِ أقواسا
فَفرت مذعور الفرائـص نــــــؤيها ... متلــفتاً من نصـــرةٍ بـالـحي خُــراسا
كخمار تَرنحَ صدغ الرأس مثــقـلاً ... فـبتَ كرفتٍ حـُــــطام الكأس مقــياسا
والدهرُ يغدقُ حداً بالثمالة شــربةٍ ... والجــنْ يـركبُ ذاك المُــــخ وهــواسا
ما كان ظنُك قــدحٌ تعالى بالشــرر... في باحةِ العُشاق قـــدح النـار ضُـراسا
فندبتَ خيبة مما عــــثرت بشائكٍ ... بذاك الــقرينِ رفـــيقَ الشــر وســواسا
متحيزا للغيرِ لا من معين لغارقٍ ... فضــاع الرجـاءُ خــواءَ الروح إفـلاسا
فبتَ تصدحُ بالبرى بالغمِ هائــماً ... مــما رأت عيـــنٌ لها بالــضدِ منْ ناسـا
فتلبس الفاهُ في صمتٍ ولعثمـــــةٍ ... وصك حـجابَ الصـمت بالـفاهِ إخراسا
فاستحكمتْ فيك النــــوازل قِفلـها ... فعلا نذيًر الشؤم دقـــــــتْ لــه أجراسا
فصرتْ بعقلٍ كقشٍ تُناحر عاصفا ... كضياعٍ درٍ بقعــر البـحر مـــنْ مــاسـا
فعاثت ندوبا بالقروح بمـن نسـى … واستوطن الـجن فــوق الصـدر خـناسا
فبت تُنشد عُزلة مما حداك بوالهٍ ... ولــواعجٌ ألقت رهيــن الـعزلِ جُـلاسـا
فهل للقنوطِ مضاءٌ بخل الود بأساً... مما تراكــم لاعـجاً في الـعـــشق آيِّسـا
فحط غُراب البـــين يبكر صبــحهُ ... والليلُ من حلك الظلام بعتمـة عَـساسا
إلا تعرفي بغـداد قَدَاً بجرح مُكلمٍ ... وعرسٌ رثيثٌ بالذمــــاء غدت أعر
اسا
أبو مصطفى آل قبع