ترفق أيها الساقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترفقْ أيُها الساقي بسقيا الُمر مُدهقِ ... وحاذر إن تُعـاطي بكفٍ مُترقِ
فقد شاقني حملُ النوازل جَـــــمرها ... كما شاقتك روحاً بغــمٍ مُـطبقِ
رعبوبةٌ لو مسها أرقٌ أراني مؤرقاً ... فجحظتُ عيني بالقرينةِ مُحدق
فجافيتُ نومي بخـوفِ الآتِ كالقــطا ... لسهم الوشـاة بعيـــــن تمـرقِ
كسيل غشيمٍ جــارفٍ في جنــــــــبةٍ ... يُعري بذاك الوله خـلكَ وامـقِ
فجاهدتُ من بصرٍ اتــــوق لرؤيــةٍ ... لعل العيــن لا تغشى بداءٍ مُنفقِ
فلاحَ في افقِ الخيال بانيّ لظـــفرةٍ ... بـطراوةِ الزبـد ذاك الـقد ذائــق
فوهلتُ كالصقرِ المـحلق نـــــشوةً ... بذاك الفتونِ كعينِ الصقرِ شيقِ
ولظى الفؤاد كـغليّ النار مـــرجلِ ... بكلِ صوبٍ بنار العشـقِ مُـحرقِ
فأيقنتُ لذعاً بالصبــــابةِ منْ وجــد ... في غمرةٍ ضـحل الرواكدِ مغرقِ
فما لقيت حُـبور السعد مــن دنــفٍ ... وشـرخ السلــالم لا أره لمـرتقي
ولعـبرةٍ عرجــــــاء أفضتْ حرقةً ... حطت بســفحِ الـقد دمـعاً مُغــدقِ
فضاق فضاءٌ ممـا جنيت بصــبوةٍ ... فبتُ ذبيحـاً بـرمسِ اللـحدِ ضيقِ
وتراكمتْ تلك المجامر أكتــــــوي ... كدلال بُـناً بصليّ الجـمر تُصـلقِ
فصك سحاب القطر مائهُ قتـــــرةً ... فكيــف لصخرٍ عقيـمٍ بنبتٍ يؤرقِ
وكيف لزهرٍ يُنـابذ جـذرهاً ما نـما ... فيــفوحُ من طيـبِ الروائحِ مُعـبقِ
وقفتُ على سفحِ أناشد مـن يمـــر ... مــما بُـليــتُ بثُــقلٍ الحـملِ شائقِ
فعنفتُ ذاتي بذاك الجـهد رهـــــقهُ ... أرضيـت سعـيـك بالخـلابة وابـقِ
ظننتُ بجهلِ بذات الوصل نــــائلٌ ... بجـــهالة دك الحصــون لشــاهقِ
فهل تحريت أن ذاك التعنت مغنماً ... تـسمو بـرعدٍ من سـحابٍ صاعقِ
وبغفلة مما نسيت كونكَ مضـــغةٍ ... وخيـكَ هُــدَها تعباً لــغوباً مُرهــق
فنكرت من عُجبٍ بـــــذاتكِ نـزوةٍ ... وذرئكَ نطفة بالرحم صورة خالقِ
فلا تسمو مــــــناطاً بذاتك راغبــاً ... فالخرقُ متسعاً ولست بفتقٍ راتـقِ
مستوحشاً ذاك المُـــــقام بما ترى ... ارفق بـــحالك ربُ الكــون مُشـفقِ
أبو مصطفى آل قبع