هَلاَّ سَأَلْتِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هَلاَّ سَأَلْتِ وأَنتِ بذي الكمد
نخلٌ ينازعه السعف والنُجد
والعينُ من سجمٍ
تملكها العَمى
أعصيةٌ انتِ
ومناطُك عند الثريا
لا الثرى
وساميةٌ ذاك المقام رُبى
والعيّ في جسدٍ بلى ..
وطلحك من نخيل
ما ينع
وخنجرٌ يغازلُ
صدرك فقدد الأضلع
يراود قلبك بالجذاذ يبتلُ
والسيف في غمدٍ يُذل
والموت فيك تأبد
زمنٌ قفول قد توسد
وكلٌ يردد
شاهت كفوف شُل أصبع
دمعٌ عصيٌ
والعينُ لا تدمع
قد أضرمت هيجا الوغى
كمثل شهاب إذ
ما توقد بالغضا
هَلاَّ سَأَلْتِ
لِما الأسف
شجر ينازعه قلف
هَلاَّ سَأَلْتِ
ما جرى
جرف الفرات بكى
وحوض دجلة جالت به
السكين من أنكى
وأسرار لحرٍ بالصدر حبلى
حزن تملكنا استوى
القى حبال الصرم فأستومى
فحط السواد منازل اللمى
وفاض المقنن بل طغى
وبكر الأرض
ملبسها العرى
فبتُنا كحادٍ في البرى
ثكلى تناشدها ثكلى
فهل رد الصدى ؟
فمتى النفير ؟
لواجفة خيل الكماة تُغير
وتحيزاً في نصرة
ذاك الفقير نظير
هَلاَّ سَأَلْتِ
لِما التأفف
والبلاء بنا وجف
ما من قرار يستأنف
متى قطر السحاب يُزف ؟
ورداء ارض يكتسي
ثوباً يرف
هيهات ... هيهات
هَلاَّ سَأَلْتِ
لماضغ للحزن كالقات
في عزلة وسبات
يرنو بها إفلات
أزف الوعيد ممات
وجياع قومي
تبيتُ على الطوى
كربيطة والخصب في مرعى
والنهر غازله ُالطما
وازقة في الحي تكدى
وتخشبت أيد الفقير دمى
والكل يجهل
ما آت.. آت
هَلاَّ سَأَلْتِ
وطنٌ بطيات الخفاء
ريح عقيم أثر الجفاء
رهج الغبار بغبرة صفراء
ويل يُخلف ويلات
ومجامرٌ عثرات
هَلاَّ سَأَلْتِ
عن رجل كدود
أسلٌ تحوطه حدود
وطنٌ تداعبه حشود
ما عاد من طرب القدود
والجرف يشكو الشطآن
أما آن الأوان
ننبذ الخيبة الشقاء
ينقضي شجو البكاء
ويُحطم الكأس رفات
ويُلملم الجمع
من ذاك الشتات
هَلاَّ سَأَلْتِ
نسيٌّ من كان انسان
الجن مستوطنٌ والجان
ما هكذا الفتك يا عراق
ضاق الفضاء ودم يُراق
وكنملة حمل بقوت لا يطاق
سننتظر في قابلٍ
عدل الاله مضائه
ممن تلذذ بؤسنا فكرٌ معاق
أبو مصطفى آل قبع