حدثني ( السيجار )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يهيجُ بخلوتي إغماض
مما رأيت الناس
من ذاك امتعاض
فحدثتُ نفسي .. كذبتها
وقُلتُ لــــــــها
لا حلمٌ يُفضي أو أناة
وحشرجةٌ في الصدر أنات
مما تؤول الاشجان
نسيٌّ بأني أنسان
زمنٌ يُعدم عندي
وكفي راعشٌ وهني
كأني باخر منزل
أبيت بقبري
فعم السكون
فقلت من اكون
ولجت رأسي الظنون
فنابذت الفتون
فقلتُ
منْ أنا .. منْ أكون
في عزلة للذات
ما استدركت ما فات
فنعتُ نفسي بالجنون
وقلت في تلك الظنون
واودعتُ قفل الروح
في حتفِ المنون
أُعاتب الدهر الخؤون
فأوقدتُ (سيجاري )
وأوقدتُ بالقدحِ فؤادي
فمزقت ثوب الاوهام
جسدٌ تُناغمه الألآم
فعنفتُ ما قضتْ السُنون
وما اعتراها من ميون
القتْ بهالكها سجون
وتحدث ( السيجار )
واجفا كذاتي قبالتي
صورة الأنا بوجهٍ كمثلي
فراح ينزع صمتي
في عزلتي
في مملكة الدخان
وطفت كؤوس الغضب المر
بلظى الرحيق كجمر
وغواية الجن عُهر
وعراء كواعب غُلمان
في باحةٍ فرس الرهان
فرشفت خمط المرارة
من فنجان
بأوام الحر لماءٍ ظمآن
نابذت مرصوف الجمان
قلا شغف كعهدي ولهان
فنبهني عقب (السيجار)
ألا تنهار
أو عوماً ضد التيار
أنت المجهول... بلا خيار
عُد التاريخ بما كان
فخلعت من ثوب الهذيان
وحنفت عن هوسٍ دخيل
وناشدت قلبي ما تُحيل
فلا غرر بالبيض تُرجى
ولا سحب الرباب لكم تُزجى
او أرمد العين بالكحل ميل
أو صرخة الثكلى عويل
سجمت مآقي العين
وعلا النحيب
وربيطة الوهم
والمرعى خصيب
فأبكر صبحي كالغراب نحيل
وسوغ نهقٌ للحمار صهيل
فسألت ربي رحمة
ألا اخيب
فلستْ براغبٍ من حصرم
الدنيا زبيبُ
وأمارةٌ تلك الجحور دبيب
فشقتُ كنملةٍ حملاً ثقيل
فجادلت الأنا أني ضئيل
كذب القرين بقوله
ما كان تأويل
كمثل فراش تلوذ النار
في جنح طنين
والدفءُ يحسبهُ حنين
لا يعلم الموت دفين
ما عدت اشكو من لغوب
ولست براغب زمنٍ يـؤب
في عسر
ة الدهر الهزيل
متأففا من قول قيل
وبعلقم ( السيجار ) قد
بتُ الُمقيل
أبو مصطفى آل قبع