يوميات مضيفة طيران
فرد الجهاز
19
انهت سحر شراء لوازمها من باريس، كذلك أنهى لويس مشترياته، وأحبا أن ينزهان جورج...لذلك اخذاه لمدينة الملاهي، (أورو ديزني) واحدة من أجمل مدن الملاهي في العالم، التي يحاول الفرنسيون أن يجعلوها أجمل من (ديزني لاند) الامريكية...
الفرنسيون يقولون: هذه الملاهي للأطفال، لكن الحقيقة هي للشباب الرافض لواقع لا يرغبونه افرزته المجتمعات الصناعية اللاهثة خلف المال، والتي امتصت إنسانية البشر وجعلتهم مجرد روبوتات...
الذي لفت نظر لويس هو ابنه الذي كان يضم سحر عندما يخاف، والذي كان جعل قلبها يخفق بشدة، عندما جورج قبلها على خدها، قالت في سريرتها ما أروع هذا الصبي، سأحاول أن أكون أمه، وأم أخواته، أنا من سأكون معهم بالفعل، جورجيت رحلت، والأولاد صاروا ابنائي أنا، ومن مسؤوليتي أنا...
سأل لويس سحر ما رأيك بأن نمضي اسبوع استجمام في الجنوب نذهب لجبال البيرينيه، ونزور مزار السيدة العذراء في لورد...
قالت سحر أرى من الأفضل قطع أن اقطع اجازتي، وأعود للالتحاق بعملي، وسوف أضم إجازتي السنوية مع عطلة زواجنا فتصبح أيام حبنا سنوات طويلة وأتمناها أن تدوم العمر كله...
الآن هناك شيء أود شراءه، تعالوا معي، وذهبوا إلى مكان تعرفه سحر جيداً، حانوت كبير يبيع تجهيزات خاصة للذين يعملون في حقل الطيران، واشترت بذلة كابتن طيار إلى جورج أعادوا تركيزها لتصبح ملائمة لمقاسه وسيدارة وأوسمة مختلفة، مما افقده صوابه من الفرحة...
جاء الأب جاك الى المطار حتى يودع العرسان العائدين الى سورية، قال لهم ليست الأخبار مفرحة من سورية لقد دخلت جحافل جيش المرتزقة الى شرق وشمال سورية يسمون ذواتهم (داعش) وكلمة داعش هي اختصار الى اربعة كلمات حرف الدال د يعني دولة، أ تعني إسلامية ال ع تعني العراق، ش هي بلاد الشام
تحت ستار الدين وحتى يكسبون بيئة المؤمنين المساكين قالوا دولة إسلامية، والحقيقة هي مجرد تسمية لتغطية حقيقة هؤلاء الجنود المرتزقة الذين اشتروهم من شوارع العالم تحت قيادات صهيونية أمريكية، وهذا رئيسهم البغدادي هو رجل يهودي نسيت اسمه تماما اعتقد اسمته ايران على شاشات التلفزة ونبهت من الخطر الكبير الذي يحيط في سورية...غايته احتلال الأراضي السورية وتهجير سكانها الأصليين اسلام ومسيحيين حتى إسرائيل تتمدد على كامل الأراضي السورية وتحقق حلمها الكبير حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل...وأخذت جيوش داعش بذبح الناس كما تذبح النعاج وهدم دور عباداتهم الجوامع والكنائس يساعدهم خونة الداخل...
وتابع ابونا جاك حديثه وقال ربما الأفضل لكم البقاء ها هنا في فرنسا...
رفض لويس، ورفضت سحر البقاء في فرنسا وقالوا الأسبوع القادم عرسنا ولن نخذل أهلنا وضيوفنا...
على ظهر الطائرة كانت المضيفات يدللن جورج وينادينه سيدي الكابتن، وهو يختال فرحاً، وخاصة عندما أجلسه الكابتن سليم بجانبه بغرقة القيادة، وصار يحادثه حديث رجل لرجل... ويجاوب الكابتن سليم على أسئلة الكابتن جورج وكأن هذا الأخير صدق ذاته بأنه فعلاً كابتن حقيقي...
الكابتن سليم كان يتابع أخبار سورية هو ومساعده باهتمام بالغ...
سحر قامت بتوزيع بطاقات عرسها على زميلاتها في الطائرة ودلع تزغرد، وصار جميع الركاب فرحين يهنئون العروس ويغنون لها مبروك إلى عروستنا الحلوة... دلع والكابتن الصغير يدفعان العربة ويوزعان الضيافات على الركاب...
الكابتن سليم بارك الى العروسين وهنأهما وقال: محادثاً لويس بالفعل كنت أشطر مني... وخطفت مضيفتي مني...أكيد أنت تستحق هذه العروس الرائعة...
استقبل الأهل العروسين في مطار دمشق، وقدموا لهم الورد وغمرت هدى جورج وأخذت تقبله بحرارة الأم التي تستقبل ابنها الغائب، وكانت فرحة الجميع بادية على وجوههم بعودة العروسين...
سحر قالت: سأبقى في المطار حتى أوزع بطاقات الكليل، وأنظم أمور اجازاتي ... أذهبوا أنتم الآن، لويس سيأخذ حقائبنا بسيارته، وأنا سأنهي عملي وأوزع بطاقات اكليلي لزملائي وسألحق بكم بسيارات المطار.
أصر الكابتن سليم أن ينتظرها، وبعدما انتهت ركبت في سيارته، حتى يوصلها معه إلى بيتها القريب من بيته...
الكابتن سليم، شاب محترم، يحب الناس، متدين، والجميع يحبونه... وهو يحترم سحر جداً، وسحر تعتبره اخاها، لأنها تفتقر إلى اخ من دمها.
قال لها سليم، ألف مبروك سلفاً، أنا أحسد لويس على هذه الجوهرة الثمينة، أميرة الأميرات التي ستزين حياته...
كنت أتمنى أن تكوني من نصيبي، لكن هذا قضاء وقدر، وأنا استسلمت لمشيئة الله. لكن قلبي أرشدني ووجدت من تعوضني، وهي تعجبني كما أنت تعجبينني، بصراحة أقول لك: قلبي شدني إلى هدى أختك، بعدما رفض قلبك استقبالي، وأتمنى أن أنال موافقتكم؟
قالت سحر، كابتن سليم، أنا أشعر بمشاعرك نحوي، وأنا أشكر نبلك وأخلاقك، لأنك فعلاً اثبت بانك انسان رائع، طيلة وقتي معكم على الطائرة، وخاصة الذي فعلته بحفلة خطوبتي في المطار، لا شك أنا سأحتفظ بك صديقاً أخاً طيباً طيلة حياتي...
أما من ناحية أختي هدى، مسألة تحتاج إلى شيء من التفكير، لا شك هدى أفضل مني، هي أكثر حكمة مني... ودقيقة في تفكيرها، وتزن الأمور برؤى واقعية، هي بصراحة واقفة على اليابسة، بينما أنا طائرة في العلالي... لذلك لا أظنها تقبل الارتباط بدون وجود عاطفة حقيقية تربط بين قلبها وقلب من سترتبط معه بميثاق العمر.
أنا أتمنى أن يقول القدر كلمته ويتحقق النصيب، وأنا سأسهل لك المهام لأنك أنت انسان طيب، وتستحق أن تكون صهري، وقهقها بصوت عالي.
قالت سحر أنا عندي اقتراح، عرسي الأسبوع القادم، وانت من أوائل المدعوين على الكليل والعشاء...
وسيكون هناك حفل راقص في السهرة، يمكن لك أن تتقرب منها وتطلب مراقصتها كونك تعرفت عليها في المطار، وعندئذ يبدأ المشوار، وعساه مشوار حب حقيقي يؤدي إلى زواجكما...
قال كابتن سليم، وجهة نظر في محلها، ربنا يقدم ما فيه الخير لجميعنا، وإن غداُ لناظره قريب...
يوم الخميس السابق يوم الأحد موعد كليل سحر طلبوا من سحر أن تأتي إلى بيت لويس حتى تفرد جهازها الذي لا يزال في صناديقه الواردة من فرنسا. حتى ترتبه في خزائن غرفة نومها في بيت خطيبها... بحضور العائلة...
ذهبت العائلة وجاء ايضاً أهل لويس لحضور مراسم التي يسمونها فرد وعرض جهاز العروس...
كانوا يفتحون الصناديق ويظهرون اعجابهم
من روعة الألبسة ويبدون اعجابهم بجمالها...
وخاصة البسة الأطفال سمر وحنان وهند...
ثوب العروس الأبيض كان ملفت جدا، وثوب الإشبينة هدى الخمري كان من الألبسة الرائعة الفخمة.
رد لويس على موبايله وأخبر سحر بأن الضيوف الصينيين مدير المصنع وزوجته قد وصلوا إلى الفندق، وسيذهب ويحضرهم الى هنا.
سحر استسلمت إلى مصيرها وقالت: هذه مشيئة الله ولا بد لي أن اتناسى جورجيت في هذا البيت الذي تسكنه الشبح ...
أحبوا أن يضعوا البسة العروس في الخزانة المخصصة كان نصفها مقفلاً وقالوا ننتظر لويس حتى يعود ويفتحها لنا...
وصل لويس ومعه الضيوف الصينيين ودارت المصافحات القبلات...وخاصة بين زوجة مدير المصنع وسحر...
كاتب الرواية: عبده داود
إلى اللقاء بالحلقة عشرين والأخيرة
من يود قراءة الحلقات السابقة يجدها في :
(مجموعة يوميات مضيفة طيران) المجانية...