يا ليتَ
عُنَّابُكِ المحمومُ باللهفاتِ
بُرْئي من الأسقام والآهاتِ
وهديلُ ثغركِ مربعٌ لسعادتي
وهواكِ لي وطنٌ ودفءُ حياةِ
شوقي إليك بلامدى فجناحُهُ
أسمى من الأبعاد و الأوقاتِ
ياليتَنا طيرانِ من طير القطا
يتناغيانِ على ضفافِ فراتِ
يتراشقان الماءَ من بَللِ الجناحِ
ويصغيانِ لهمسةِ الموجاتِ
ويرفرفانِ مع الشعاعِ بِخفَّةٍ
ويُغنِّيانِ بأعذبِ النّغَماتِ
وإلى الحقول يسارعان لِيَبْنِيا
عشَّا من الأقطانِ والزَّهَراتِ
حتَّى اذا حلَّ المساءُ تَوحَّدا
فيه وكانت ليلةَ اللَّيلاتِ
لايخشَيانِ من الفصول تحوُّلاً
أو يذبلانِ بصولةِ النَّكَباتِ
غفلَ الزَّمانُ عن اخضرارِ هواهما
من غير إيذاءٍ وسعي وَشاةِ
نجواهُما فرحُ الرَّبيعِ المُنقضي
وتلهُّفٌ لرؤى الرَّبيعِ الآتي
يتهامسان كجدولين من الشذا
في أمسيات لطائف الجنَّاتِ
ياليتنا تُهنا..وأسرفَ حلمُنا
في التِّيه بين خواطر النَّجماتِ
لجزيرةٍ مسحورةٍ مهجورةٍ
خلفَ الغيومِ الشَّقر والغاباتِ
بيضاءَ من مُهجِ القلوب عبيرُها
وظلالُها ريحانةُ اللَّهفاتِ
ليست تُقاسُ بمشرق او مغربٍ
أو قيدِ أزمانٍ وحدِّ جهاتِ
وتفيضُ أقمارُ السُّرور لفُلْكها
بندى المُنى وبدائعِ الثّمراتِ
ياليتَ يُنصفنا الفراتُ بلفتةٍ
تُطفي لهيبَ دفائنَ الحسراتِ
ياليتَ.. واختنقَ النشيدُ ولم يَعُدْ
فيهِ سوى ياليتَ من كلماتِ
عصام يوسف حسن