في منظر مهيب رأيت الطيور قد تجمعوا حول أمي وهي تفتت لهم الخبز فلما أحسوا بوجودي هربوا وكانوا كل صبيحة ينتظرون قدوم أمي كموعد ثابت،فقلت
..............................
(أنا والطيور)
أيا عُصفورُ أخبرني ماأدراك بالحنانِ.......
وماأدري ماالذي يُشعِرُكَ بالأمانِ.
تراني ياعصفورُ فتولِّي مني هارباً........
وترى أمِّي فتتمنَّى عليها الأماني.
تأتي أمي فتستقبلها بكل أناقةٍ......
وتولي هارباً فزِعاً حينما تراني.
قل لي ياعصفور مايرضيك عني......
فإنَّ قلبي والله لمملوءٌ بالحنانِ.
قال لي ان الحنان قول وفعلٌ.......
رمونني بالحجارة فكنتِ ممَّن رماني.
يازينب أمِّكِ تعاملنا والله كصغارها......
اطعامها لنا على حنانها خيرُ برهانِ.
يازينبُ تأثرتِ بالناس وقسوة قلوبهم.....
فلا قربةَ بقيت ولا أُخوَّةُ الأخَوَانِ.
أكْلُ الناسِ لبعضهم أصبح ديدناً.......
فلا نرى رحمةً في قلوبهم ولا إيمان.
أكْلُ أموال اليتامى أصبح متعارفاً.......
وأكْل مالهِ جريمةٌ بمحكمِ القرآنِ.
ماذا تقولين عن قتلِ الناسِ لبعضهمْ.....
من أجلِ مالٍ زائلٍ ومنصبٍ فانِ.
وماذا تقولين عن أبرياءَ هُجِّروا .......
بلا ذنبٍ سوى مااشتهتهُ غريزة الحيوانِ.
وتلوميننا اليوم فقط لأَننا نخافكم......
فلا رحمة أبقيتم ولا أشعرتم أحداً بالأمانِ.
ألا تري قانونكم كقانونِ غابٍ.........
فضعفتم ومُنيتمْ بذلٍّ وشعرتم بالهوانِ.
يازينب أمُّكِ قلبها بالرحمن معلقاً.......
وقلبٌ معلقٌ بالرحمن لايُمنى بأحزانِ.
أمُّكِ كل صبيحةٍ تطعمنا وتسقينا......
سنبقى دوماً واللهِ نغنّي لها الأغاني.
قلت:لستُ كأمي ولكني بها شبيهةٌ.....
فتجمعوا حولي لأريكم عطفي وإحساني.
ومارميتكم بالحجارة إلا لجهالةٍ.......
وماأدراني أنكم تبحثون عن سكينةٍ وأمان.
ووالله مايهمني فعال البشرِ وأخلاقهم......
فأخلاقي مبرمجةٌ على منهجِ القرآنِ.
وإني أمامكم أعلن للهِ توبتي .......
ماخابَ عبدٌ ارتجى رحمة الرحمنِ.
زينب لبابيدي