لاغيابَ
لوغبتَ عنْه، أو أنِسْتَ فِراقَه
لبقيتَ وحدَك في فؤادي المُفرَدا
قلْـبي أنَـا ، لو زرتَـهُ ، لوجدْتَه
مثـلَ الحَـمـامـةِ ، هانـئًا لـوْ غـرَّدا
بـرخـيم ِ صـوتٍ نـاعم ٍ غنَّى هوىً،
قــلـبي أنـا ، يا سِحـرَهُ ، لــو ردَّدا
هـلّا أتـيْـتَ ؟ وأنـتَ مـنْـهُ بـضعـةٌ ،
وبـبِضْعَة ٍ مـا عـادَ يـَأكُـلُـهُ الصّـدا
إمّـا جـنـيْـتَ بِـفُرقَـة ٍ ، أو جَـفوة ٍ
أو قـدْ سَلـوْتَ فــي هـوانـا المـوْعِدا
ذابتْ ضُلوعي، واسْتباحَتْ مُهجَتي
مـا ظـنُّـكم ، لــو أنَّ بـابـًا أوصِـدا؟
مـا ظـنُّــكـُـمْ لــوْلا أتـانـي خـِـلْسة ؟
وبِـعَــوْد ِ صحــبــَتِـه ِأعَـاد تـَـوسُّـدا
كـمْ ذا جـمـيـلٌ أنْ يـكونَ وِسادتي
أو ذا الأمـيــرُ عـلى الـقلـوب ُ تـَسيَّـدا
لو عـادَ يُطعمني هــَواه ،أذقــتُـهُ
وأذاقَـني مـَنْ كـان مـنّـا الأصـيدا ؟
أو جاءَني في صمت ِ ليْل ٍ مُعتم ٍ
لــرأيـت َ لــيـلًا بـالشـَّقـاوَة ِ أرعَدا
نـارًا يَـصيرُ غـرامُـهُ وصـبابَة ً
وأصـيرُ جـمـرًا، مـنْ هـواهُ تَـوَقـَّــدا
عبد الله سكرية .